============================================================
شبحا إلا جعل له حدا، ولم يجعل له حدا إلا وقد جعل قطرا(1) ، ولم يجعل له قطرا إلا جعل له فصلا، ولم يجعل له فصلا إلا جعل له وصلا، فلا يعرف المفصول إلا بالموصول، ولما كلم الناس بالموصول(6) عقلوه، قلت : وكيف ذلك ؟ قال : أو ما تعلم أن الكلام العربي على ثمانية وعشرين حرفا (2) وأربعة أخر، فالأربعة الأخر توجد في حرف واحد مخلص، قلت : وما ذلك ؟ قال : فقطع الحروف ثمانية وعشرون حرفا عبارة بين الخلاثق معرفة لما أنكروا، فلو قيل إن أحدا ألف ما فهم بها شيء، فإذا ألفت وجمعت وحدت ونسبت باجتماع المعرفة، قال الله: { فاعلموا ( انه ] لا إله (4) إلاهو) ألا ترى بأن الايسم عم الهجاء غير التفصيل، أو ما تعلم أن الكلام نسخة الكتاب، وأن الكتاب لا يكون إلا بالهجاء، وأن الهجاء لا يجوز بغير الأحرف، إما بالسريانية وإما بغيرها؟ قال : قلت ولم ذلك ؟ قال : لأن السريانية تثبت على عهد إبراهيم صلوات الله عليه عبرانيا وسريانيا وأعجميا وعربيأ، وكانت دعائم، فزادت في الكلام الصغير والزجر والنقر والهتف، فمن عرف تفصيلها وتوصيلها، فإن الكلام بها يعرف، وبها عرف منطق الطير، ومنطق البهائم، ونطق كل ذي نطق أربع، أوليس تعلم أنك تصفر للطيور، فتنقر بالبهائم، فتزدجر، ولولا أنك قد أفهمتها شيئالم تزدجر، فقد أفهمتها مالم تفهمه أنت بالزجر والهتف والنقر والصفير والنبح، قال : والهتف مما خرج حتى تبلبلت ألسن الناس من الثمانية والعشرين حرفا، فكل ما يفتح به الفم فهو من الزجر، وما يلزم به الفم فهو من الصفير ، وما(6) رددته إلى اللهاة(6) فهو من النقر(2، وما يفتح به قال فما خرج من الخلق فهو من الهتف، فافهم علمك الله الخير وجعلك من أهله
صفحہ 93