============================================================
الله عليه فانتهى من حقيقة إلى حقيقة فقال الله عز وجل : إن الدين عند الله الاسلام يعني أن كمال الدين التسليم والنية الخالصة واليقين لأمر الله مع كل من أقامه الله به من ناطق بعد ناطق ، ووصي بعد وصي، وإمام بعد إمام، فلما أسلم سلمان لمحمد بعد عيسى صلوات الله عليهما، كمل دينه آولا مع عيسى إذ آتمه باتباع محمد صلى الله عليه وهذا معنى صلاة محمد رسول الله صلى الله عليه حتى كان يصلي في أول الاسلام إلى بيت المقدس، وكان قبلة يتقبل الله بها صلاته وصلاة من صلى معه، ولم يضيع الله ما تقدم لهم من أجر القبلة الأولى التي كانوا عليها؛ ولقد قيل إن بعض المسلمين كان يصلي بجماعة منهم فأخبره مخبر وهو قائم يصلي بأن رسول الله صلى الله عليه قد صلى إلى مكة بأمر الله تعالى وترك قبلة بيت المقدس، فرد وجهه إلى مكة، وأتم صلاته، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه فشكر له ذلك وحمده منه وقال : "لقد قبل الله أول صلاته وآخرها(1) وضاعف له الثواب"، فكانت هذه الآية من عند الله إشارة إلى تصويب فعل سلمان، وإشارة إلى الاقتداء به في ذلك لأن دين الله لا ينقطع بخروج الرسل والأئمة من الدنيا يوصله بقائم بعد قائم بأمر الله واختياره؛ فكمال الدين وتمام الاسلام لمن خلف من صفوة الله بعد من سلف منهم صلوات الله عليهم أجمعين قال الحكيم عليه السلام في قول الله عز وجل : ثم جعلنا الشمس عليه (1) الباطنية منهم يعتبرون سلمان من أجل الحدود الروحانية ويحيطونه بمالية من التعظيم والتقديس . أما الايسما عيلية فيعتبرونه بابا من الأبواب الثلاثة الذين كانوا للإمام علي بن ابي طالب (عليه السلام ) وأول المدافعين عن أحقية علي بالخلافة أصله من فارس من أسرة نبيلة ومن أشهرما قال : " لو وليتموها عليا لاكلتم من فوقكم ومن تحت أقدامكم وقال : " أصبم وأخطاتم" أي أنكم أتبعتم مثل السوء مثل بني اسرائيل الذين ثاروا على هارون وحدتم عن المثل الأعلى ، وهو أمر تبيكم بأن منعتم الامامة من أهل بيته
صفحہ 79