============================================================
معقب لحكمه والناس فهم المؤمنون القائلون بفضل السابع المستجيبون لدعوته في كل عصر وزمان، وبكة(1) فهي الحجة البالغ احتجاجه، التامة كلمته، وهو الميزان العدل الذي أمر البارىء باتباعه فقال : { وزنوا بألقسطاس (2) المستقيم } يعني اتبعوا أمر الحجة وانزلوا عند قوله وهو بكة الذي بكت أعداءه وأخزاهم ولعهم، ويقال: أبك أعداءه، بعني فرقهم وطردهم، وهو البركة من عنده الهداية، والهداة وهم الدعاة.
والعالمون هم الأنبياء والمرسلون في كل عصر وزمان الذين كشف لهم علم الحقيقة، الذين قال الله عز وجل فيهم : { إنما(2 يخشى آلله من عباده العلماء فهم الذين البسوا الخشية "يخشى الله منهم" أراد عرف الله بهم، وعرف الله من قبلهم، فهذا معنى قوله يخشى الله من عباده العلماء. على وجه أن الله عز وجل آمره وتأييده موجود فيهم ومعهم، وقد آلبسهم خشيته وجعلهم عباده الذين علموا غييه (4)، واستضاؤوا بنور هدايته، واتصلوا بنورانيته(5)، والله عز وجل فأجل العلماء عنده الداعي إليه بإذنه معدن علمه، ومم وحي رسوله، وهو وصيه المذكور في هذا الموضع أول العلماء أبو الآباء يعني داعي الدعاة .
ونرجع إلى معنى قول الله عز وجل: { فيه آيات بينات}. فالبينات الحج عليهم السلام الذين بينوا للناس علم ما أشكل عليهم فهم في علم الله ومقام صاحب الحق الذي مثله بيت الله شاهدون دالون عليه داعون اليه، منهم مقام ابراهيم يصي حجته علي صلى الله عليه أحد حججه وهو عليه السلام الذى كان مثله في أبيه (6) لا
صفحہ 135