هذا ولايبعد في أسلافهم من المحدثين أنهم يرون كفر العدلية لا لأجل التشيع، بل من أجل قولهم أن المعاصي من العبد، وقولهم: إن القرآن محدث، وتأويلهم ما يوهم إثبات المكان لله سبحانه، واعتقادهم أنه لايشبه المخلوقين لا في الصورة ولا في التركيب، ولا في الكون في مكان ونحو ذلك.
فكيف تقول يامقبل: إنهم لايكفرون الشيعة لتغالط بكون التشيع ليس كفرا عندهم؟ وقد حكيت عن وكيع أن من رد حديث إسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم عن جرير فهو جهمي.
أفليس جهم عندكم كافرا، وكذا حكيت في كتابك الذي سميته (رياض الجنة) في الذب عن أبي هريرة عن الحاكم ما حكاه عن أبي بكر بن إسحاق في (المستدرك 3/513) حيث قال: وإنما يتكلم في أبي هريرة من قد أعمى الله قلوبهم إلى قوله : إما معطل جهمي يسمع أخباره التي يرويها خلاف مذهبهم الذي هو كفر فيشتمون أبا هريرة، إلى قوله : أو قدري اعتزل الإسلام وأهله وكفر أهل الإسلام، إلى قوله : انظر إلى أخبار أبي هريرة في إثبات القدر، ولم يجد حجة تؤيد صحة مقالته التي هي كفر وشرك.. الخ.
وقد نقلته في (تحرير الأفكار) وأجبت عنه، فليراجعه من أراد الإنصاف ليعرف أن قول مقبل هنا: إن أهل السنة لايكفرون الشيعة إنما هو تغرير وخداع، لأنهم وإن لم يكفروا بالتشيع فهم يكفرون بغيره من عقائد الزيدية، إن أردت بأهل السنة أسلافك، فأما أهل السنة الصحيحة فهم أهل البيت ومن معهم وحاشاهم من تكفير الزيدية، لأجل العدل والتوحيد وتنزيه الواحد الحميد، لأنهم شيعتهم وعلى طريقتهم.
صفحہ 38