### | والجواب: لم نجد هذا الكلام في الكتاب المذكور،
ووجدنا فيه كلاما آخر حكاية عن الغلاة، فنسبه مؤلفه إلى الغلاة مثبتا أنهم غلاة، وذاكرا لقول علي عليه السلام: (( يهلك في رجلان محب غال ومبغض قال ))، فهو يعترف أن ذلك القول غلو، وأن الغلو إثم، ولذلك فلا ينسب إلى المؤلف ولا إلى كتابه ذلك الكلام، بصورة أن المؤلف قاله عن نفسه، أو أنه أثبته في كتابه على دعوى أنه حق وصواب، فإذا نسب إلى الكتاب بإيهام هذا فهو تدليس وتغرير، كأن يقول القائل: أحذروا هذا الكتاب فإن فيه الغلو وفي الشرك، مع أن الكتاب لايدعو إلى شيء من ذلك إنما حكاه عن الغلاة وبين أنه لايجوز ولو جاز ذلك لجاز أن نقول احذروا كتاب مقبل الذي سماه رياض الجنة أو الطليعة فإن فيه الغلو، وذلك لأنه حكى قصة نسبها إلى عبدالله بن سبأ، فهل هذا حق أم هو تغرير وإيهام باطل؟
*****
* قال مقبل: فمن أفسد فطر اليمنيين، ومن زحزحهم عن العقيدة
الحقة، إنهم الذين استوردوا لنا المذهب المعتزلي في القرن السادس أحمد بن سليمان والقاضي جعفر.
الجواب: إن مذهب المعتزلة تقديم أبي بكر في الإمامة على علي عليه السلام، فكيف تقول هذا وأنت تعلم أن الإمام احمد بن سليمان يعتقد تقديم علي عليه السلام، أما القول بالعدل والتوحيد فهو في اليمن من قبل الإمام أحمد بن سليمان والقاضي جعفر بزمان طويل، كما أن تقديم علي عليه السلام في الإمامة كذلك، فما هذا الافتراء على أئمة الهدى ودعاة الخير؟ ألم يكن الأجدر أن تقول: كان اليمنيون على حب علي عليه السلام وأهل البيت حتى خرج المسرف بسر بن أرطأة في دولة بني أمية التي كانت أساس الفساد وكانت هلكة الأمة على يدي غلمة سفهاء منهم؟
صفحہ 35