وقلنا: معظم أئمة مقبل من إيران، لأن إمامه ابن المبارك من إيران(1)، والبخاري من إيران(2)، كما هو مذكور في ترجمة الدارمي في أول سننه أنه من أهل خراسان وخراسان من إيران(3)، ومسلم من إيران من نيسابور(4)، والنسائي من إيران(5)، وابن ماجة من إيران(6)، ويحيى بن معين من إيران(7)، وأبو حاتم الرازي من إيران(8)، وابن عدي من إيران(9)، وابن خزيمة من إيران(10)، وأبو زرعة من إيران(11) ، والدارمي من إيران(1)، وأحمد بن حنبل أصله من مرو من إيران(2)، وغيرهم من أسلاف مقبل من إيران.
فلو قلنا: إن الغلو في أبي بكر وعمر وعثمان وسائر مذاهبكم المخالفة لآل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جاءت من بلاد الأعاجم من إيران وأفغانستان والإتحاد السوفيتي(3)، لما أبعدنا بل كانت دعوانا هذه أقرب من دعواكم على ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذين توارثوا الدين خلف عن سلف، لم ينقطع من عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى اليوم، فكيف ينسب إليهم العدول عن مذهب أسلافهم، والمرء قد يتبع أسلافه حمية وتعصبا ولو كانوا على باطل، فأما أن يدع مذهب أسلافه وهو الحق والمفخر في الدنيا والآخرة ويستورد مذهبا خلافه فدعوى ذلك دعاية تمجها الأسماع، وتنفر منها الطباع عند أهل الإنصاف والذوق السليم.
فكيف ادعيت يا مقبل أن الهادي عليه السلام على بدعة وهو من كبار علماء العترة، وأبوه وأعمامه وجده وأخو جده محمد بن إبراهيم القائم بمصر وأبوه إبراهيم بن إسماعيل وأبوه وجده من كبار أهل البيت، والحسن بن الحسن والحسن السبط لم تتخللهم أسرة جهل وانقطاع، بل ما زالوا بيت العلم والدين من زمان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكما قال المنصور بالله عليه السلام:
صفحہ 16