وأما قوله: سب أبي بكر وعمر، فقد كتبت رسالة في الفرق بين السب وقول الحق لغرض صحيح لا لمجرد الذم، فليطالعها من أراد التحقيق، وقد قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين والأقربين}(1). وهذه الآية قد دخل فيها أمر الصحابة قبل غيرهم، وتناول الأمر فيها الصحابة والتابعين ومن بعدهم، فليس لأحد أن يدعو إلى كتمان الحق في شخص منهم بدعوى أنه إذا قال الحق فقد سب الصحابة، أو روى حديثا عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم فيه إثبات إمامة أمير المؤمنين عليه السلام فقد سب الصحابة بزعم شيعة معاوية، والله تعالى يقول: {إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون}(2).
وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (( من كتم علما مما ينتفع به ألجمه الله بلجام من نار ))، فقول مقبل في الجارودية: يرون سب أبي بكر وعمر. قول غير مسلم.
*****
* قال مقبل عند ذكر الجارودية: تسرب البلاء إلينا من إيران.
الجواب: هذه دعوى بلا حجة، وقد نسب القول بوصاية أمير المؤمنين إلى ابن السوداء وأنه أحدثه في زمان عثمان، ذكر ذلك مقبل في كتابه المسمى (رياض الجنة)، وذكر في حاشيته أنه يهودي من صنعاء، وهذه دعوى لاصحة لها أيضا.
صفحہ 13