يشاركه في المنزلة وهذا زيادة على ما في قلوب آحاد العلماء من طلب الجاه والمنزلة في قلوب الناس للتوصل إلى مقاصد سوى الرئاسة وقد كان علماء اليهود يعلمون رسالة رسول الله وينكرونها ولا يؤمنون به مخافة أن يبطل رئاستهم وأن يصيروا تابعين بعد أن كانوا متبوعين مهما نسخ علمهم وقد تجتمع بعض هذه الأسباب أو أكثرها أو جميعها في شخص واحد فيعظم فيه داء الحسد ويتمكن في قلبه ويقوى قوة لا يقدر معه على الإخفاء والمجاملة بل ينهتك حجاب المجاملة ويظهر العداوة بالمكاشفة ولا يكاد يزول إلا بالموت وقل أن يتفق بالحاسد سبب واحد من هذه الأسباب بل أكثر وأصل العداوة والحسد التزاحم على غرض واحد والغرض الواحد لا يجتمع فيه متباعدين بل متناسبين فلذلك ترى الحسد يكثر بين الأمثال والأقران والأخوة وبني العم والأقارب ويقل في غيرهم إلا مع الاجتماع في أحد الأغراض المقررة نعم من اشتد حرصه على الجاه وحب الصيت في جميع أطراف العالم بما هو فيه فإنه يحسد كل من هو في العالم وإن يعد ممن
صفحہ 62