لاقتضت معاداة العدو كما هو المشهور من أن الأصدقاء ثلاثة الصديق وصديق الصديق وعدو العدو والأعداء ثلاثة العدو وعدو الصديق وصديق العدو فإن قيل كثيرا ما يتفق لنا اختلاف اللسانين مع الأمراء وأعداء الدين المتظاهرين فهل يكون ذلك داخلا في النهي والنفاق كما ورد من أنه سأل بعض الصحابة إنا ندخل على أمرائنا فنقول القول فإذا خرجنا قلنا غيره قلنا إن كان القائل مستغنيا عن الدخول على الأمير وعن مخالطة العدو للدين واختار الاجتماع معه والصحبة له اختيارا طلبا للجاه والمال زيادة على القدر الضروري فهو ذو لسانين ومنافق كما ذكره الضحاك وعليه يحمل الخبر
وقد قال(ع)حب الجاه والمال ينبتان النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل
وإن كان محتاجا إلى ذلك اتقاء ضرورة فهو معذور لا حرج عليه فيه فإن اتقاء الشر جائز
قال أبو الدرداء إنا لنكثر الضحك في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتبغضهم
وروي أنه مر رجل على النبي(ع)فقال بئس رجل العشيرة فلما دخل عليه
صفحہ 51