غيره بل ينبغي أن يعلم أن عجز غيره عن نفسه في التنزه عن ذلك العيب كعجزه إن كان ذلك عيبا يتعلق بفعله واختياره وإن كان أمرا خلقيا فالذم له ذم للخالق فإن من ذم صنعة فقد ذم الصانع قال رجل لبعض الحكماء يا قبيح الوجه فقال ما كان خلق وجهي إلي فأحسنه وإن لم يجد عيبا في نفسه فليشكر الله ولا يلوث نفسه بأعظم العيوب فإن ثلب الناس وأكل لحم الميتة من أعظم العيوب فيصير حينئذ ذا عيب بل لو أنصف من نفسه لعلم أن ظنه بنفسه أنه بريء من كل عيب جهل بنفسه وهو من أعظم العيوب وينفعه أن يعلم أن تألم غيره بغيبته كتألمه بغيبة غيره له فإذا كان لا يرضى لنفسه أن يغتاب فينبغي أن لا يرضى لغيره ما لا يرضاه لنفسه فهذه معالجات إجمالية
و### ||| [العلاج بنحو التفصيل]
أما التفصيل فهو أن ينظر إلى السبب الباعث له على الغيبة ويعالجه فإن علاج العلة بقطع سببها وقد عرفت الأسباب الباعثة
أما الغضب
فيعالجه بأن يقول إن أمضيت غضبي عليه لعل الله تعالى يمضي غضبه علي بسبب الغيبة إذ نهاني عنها فاستجرأت على نهيه واستخففت بزجره
صفحہ 28