والمغيرة، وهم أولى بالضبط مِنْهَا.
وَالْوَجْه الثَّانِي: أَنه مَحْمُول على من أوصى بذلك، وَهَذَا مَشْهُور من عادات الْعَرَب: أَنهم كَانُوا يوصون بالندب والنياحة، كَمَا قَالَ عبد الْمطلب لبنَاته عِنْد وَفَاته: ابكينني وَأَنا أسمع، فبكته كل وَاحِدَة مِنْهُنَّ بِشعر، فَلَمَّا سمع أُمَيْمَة وَقد أمسك لِسَانه، جعل يُحَرك رَأسه: أَي قد صدقت، وَقد كنت كَذَلِك. وَكَانَ الَّذِي قَالَت:
(أعيني جودا يدمع دُرَر ... على طيب الخيم والمعتصر)
(على ماجد الْجد وارى الزِّنَاد ... جميل الْمحيا عَظِيم الْخطر)
(على شيبَة الْحَمد ذِي المكرمات ... وَذي الْمجد والعز والمفتخر)
(وَذي الْحلم وَالْفضل فِي النائبات ... كَبِير المكارم جم الْفَخر)
(لَهُ فضل مجد على قومه ... مُبين يلوح كضوء الْقَمَر)
(أَتَتْهُ المنايا فَلم تشوه ... بِصَرْف اللَّيَالِي وريب الْقدر)
وَقَالَ لبيد يُخَاطب ابْنَتَيْهِ:
(فقوما فقولا بِالَّذِي قد علمتما ... وَلَا تخمشا وَجها وَلَا تحلقا الشّعْر)
(وقولا: هُوَ الْمَرْء الَّذِي لَا صديقه ... أضاع، وَلَا خَان الْأَمِير وَلَا غدر)
(إِلَى الْحول ثمَّ اسْم السَّلَام عَلَيْكُمَا ... وَمن يبك حولا كَامِلا فقد اعتذر)
وَقَالَ آخر:
(إِذا مت فانعيني بِمَا أَنا أَهله ... وشقي عَليّ الجيب يَا ابْنة معبد)
1 / 57