..........
ويسمون الناقص الإيجاز إن لم يخل بالمقصود، وإن أخل، سموه التقصير. ويسمون الزائد الإطناب إن كان لفائدة، وإلا سموه التطويل.
ومعيار الإيجاز والإطناب عندهم كلام الأوساط.
قال صاحب (1) (التبيان في المعاني والبيان): الإيجاز والإطناب من الأمور النسبية، والمعيار كلام الأوساط، وهو ما يؤدى به المعنى المقصود بالمطابقة، فما نقص منه إن لم يخل بالمقصود فهو الإيجاز، وإلا فالتقصير، وما زاد عليه، فإن عنى به المبالغة، فهو الإطناب، وإلا فالتطويل. انتهى كلامه.
وتمام معرفته يتوقف على إيراد أمثلة، لتعذر العلم التام بدون إيراد أمثلة هذه الأقسام.
القسم الأول: المساوي، وهو المعبر عنه بكلام الأوساط.
ومثاله: قوله تعالى وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره (2).
وكقول النابغة:
وإنك كالليل الذي هو مدركي
وإن خلت أن المنتأى عنك واسع (3)
فإن اللفظ والمعنى متساويان في الآية المشرفة والبيت لا يزيد
صفحہ 9