كان يقول في صفته: الفاتح لما استغلق،
والوجهان متقاربان.
ومن أسمائه: الأمين وهو مأخوذ من الأمانة وأدائها، وصدق الوعد وكانت العرب تسميه بذلك قبل مبعثه، لما شاهدوه من أمانته، وكل من أمنت منه الخلف والكذب فهو أمين، ولهذا وصف به جبرئيل (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: مطاع ثم أمين [1].
ومن أسمائه (عليه السلام) الخاتم، قال الله تعالى: خاتم النبيين [2] من قولك ختمت الشيء أي تممته وبلغت آخره، وهي خاتمة الشيء وختامه، ومنه ختم القرآن و ختامه مسك أي آخر ما يستطعمونه عند فراغهم من شربه ريح المسك، فسمي به لأنه آخر النبيين بعثة، وإن كان في الفضل أولا،
قال (صلى الله عليه وآله وسلم): نحن الآخرون السابقون يوم القيامة،
بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا، وأوتيناه من بعدهم.
فأما المصطفى فقد شاركه فيه الأنبياء صلى الله عليه وآله وعليهم أجمعين، ومعنى الاصطفاء الاختيار، وكذلك الصفوة والخيرة إلا أن اسم المصطفى على الإطلاق ليس إلا له (صلى الله عليه وآله وسلم)، لأنا نقول آدم مصطفى، نوح مصطفى، إبراهيم مصطفى، فإذا قلنا المصطفى تعين (صلى الله عليه وآله وسلم) وذلك من أرفع مناقبه وأعلى مراتبه.
ومن أسمائه (صلى الله عليه وآله وسلم) الرسول والنبي الأمي، والرسول والنبي قد شاركه فيهما الأنبياء (عليهم السلام)، والرسول من الرسالة والإرسال، والنبي يجوز أن يكون من الأنباء وهو الأخبار، ويحتمل أن يكون من نبأ إذ ارتفع، سمي بذلك لعلو مكانه ولأنه خيرة الله من خلقه.
وأما الأمي فقال قوم: إنه منسوب إلى مكة وهي أم القرى، كما قال تعالى: بعث في الأميين رسولا [3] وقال آخرون: أراد الذي لا يكتب. قال ابن فارس: وهذا هو الوجه لأنه أدل على معجزه، فإن الله علمه علم الأولين والآخرين، ومن علم الكائنات ما لا يعلمه إلا الله تعالى وهو امي والدليل عليه قوله تعالى: ما كنت تتلوا من قبله من كتاب ولا تخطه بيمينك إذا لارتاب المبطلون [4]
وروي عنه: نحن أمة امية لا نقرأ ولا نكتب،
وقد روي غير ذلك.
صفحہ 35