156

وقال سأعطي الراية اليوم فارسا

كميا شجاعا في الحروب محاميا [1]

يحب الإله والإله يحبه

به يفتح الله الحصون الأوابيا

فخص به دون البرية كلها

عليا وسماه الوصي المؤاخيا

وقد تقدم ذكرنا لهذا الحديث.

وأما آية المباهلة فيجب أن تذكر في أخبار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والحال فيها مشهور والإجماع عليها معلوم، وقد ذكرت هذا الحديث قبل، فأما المباهلة وسببها فإني أذكرها بعد هذا إن شاء الله تعالى.

ومن كتاب المناقب عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: جاءنا رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ونحن مضطجعون في المسجد، وفي يده عسيب [2] رطب فقال: ترقدون في المسجد؟ قلنا: قد أجفلنا [3] وأجفل علي معنا، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): تعال يا علي إنه يحل لك في المسجد ما يحل لي، ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا النبوة، والذي نفسي بيده إنك لذائد [4] عن حوضي يوم القيامة تذود عنه رجالا كما يذاد البعير الضال عن الماء بعصا لك من عوسج، كأني أنظر إلى مقامك من حوضي.

ومنه عن علي (عليه السلام) قال: وجعت وجعا فأتيت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) فأنا مني في مكانه وقام يصلي، فألقى علي طرف ثوبه فصلى ما شاء الله، ثم قال: يا ابن أبي طالب قد برأت فلا بأس عليك ما سألت الله تعالى شيئا إلا وسألت لك مثله، ولا سألت الله شيئا إلا أعطانيه إلا أنه قال: لا نبي بعدك.

ومنه عن معاذ بن جبل قال قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): يا علي أخصمك بالنبوة ولا نبوة بعدي، وتخصم الناس بسبع ولا يحاجك فيهن أحد من قريش: أنت أولهم إيمانا بالله، وأوفاهم بعهد الله، وأقومهم بأمر الله، وأقسمهم بالسوية، وأعدلهم في الرعية، وأبصرهم في القضية، وأعظمهم عند الله يوم القيامة مزية.

قال صاحب كفاية الطالب هذا حديث حسن عال رواه الحافظ أبو نعيم فى حلية الأولياء وآخر الحديث: وأعظمهم عند الله عز وجل مزية.

صفحہ 161