الشعر كالشعر فيه ... مع الشبيبة شيب
وأنا أقدم شذورًا سمعتها من الأستاذ الرئيس أدام الله علوه في نقد الشعر تدل على ما بعدها وتنبئ عما قبلها، وأين من يفهم عن هذه الإشارة ويعلم ما وراءها من النكت الدالة.
أنشدت يومًا بحضرته كلمة أبي تمام التي أولها:
شهدت لقد أقوت مغانيكم بعدي ... وسحت كما سحت وشائع من برد
حتى انتهيت إلى قوله:
كريم متى أمدحه أمدحهُ والورى ... معي ومتى ما لمته لمته وحدي
فقال لي: هل تعرف في هذا البيت عيبًا؟ فقلت: بلى؛ قابل المدح باللوم فلم يوف التطبيق حقه، إذ حق المدح أن يقابل بالهجو أو الذم، على أنه قد روي:
. . . . . . . . . ومتى ما ذمته وحدي
فقال - أيده الله -: غير هذا أردت، فقلت: ما أعرف، قال: أعلم أن أحد ما يحتاج إليه في الشعر سلامة حروف اللفظ من الثقل، وهذا التكرير في أمدحه أمدحهُ مع الجمع بين الحاء والهاء مرتين
1 / 34