Kashf al-Zuyuf
كواشف زيوف
ناشر
دار القلم
ایڈیشن نمبر
الثانية
اشاعت کا سال
١٤١٢ هـ - ١٩٩١ م
پبلشر کا مقام
دمشق
اصناف
الأهواء، والشهوات، والرغبات النفسية، والأنانيات الفردية والقومية والأسرية والعنصرية والمذهبية، والعصبيات المتنوعة، إطلاقًا أرعن طائشًا.
وفعلًا قام هؤلاء الأذكياء الدهاة المسخرون بوضع أفكار ومذاهب شتى، مزينة بزخرف القول، بغية إفساد العقول والنفوس والضمائر، وبغية تدمير عقائد الدين، ومبادئ الأخلاق وتطبيقاتها، وتدمير النظم الاجتماعية النافعة، التي من شأنها المحافظة على كيان الشعوب والأمم وترابطها، أو من شأنها إصلاح الناس وتقويمهم، وضمان أمنهم ورخائهم وطمأنينتهم وتعاونهم وتفاهمهم وإقامة العدل فيما بينهم، أو من شأنها ضمان سعادتهم العاجلة والآجلة، أفرادًا وجماعات حكامًا ومحكومين.
وقد أدرك هؤلاء الشياطين المضللون المفسدون في الأرض، أن الناس متى اعتنقوا هذه الأفكار المختلفة، والمذاهب المتباينة المتناقضة أو المتضادة أو المتخالفة، وأخذ كل فريق منهم طائفة منها، وانطلقوا على رعوناتهم وأهوائهم وشهواتهم وأنانياتهم وتناقضهم وتضادهم وتخالفهم، فإنهم لا بد أن ينقسموا إلى انتهاب متاع الحياة الدنيا، والاستئثار بكل لذاتها وزيناتها، والتكالب على امتلاك أشيائها بأنانيات قذرة متوحشة. ثمّ لا بد أن يتصارعوا فيما بينهم صراعات مدمرة.
فإذا انطلقوا هذه الإنطلاق الأحمق البَهَميّ، توالت عليهم نكبات رعوناتهم، فأفنى بعضهم بعضًا، وخربوا أجسادهم بالسموم التي يتعاطونها في انطلاقاتهم البَهمِيّة، لانتهاب اللذات، أو أوهام اللذات التي هي في الحقيقة هروب من القلق والضيق والضنك، وكل ما يعانون منه بسبب الأفكار والمذاهب المضلة المفسدة التي اعتنقوها، وانطلقوا وفق إغراءاتها ومفاهيمها.
وخربوا أجسادهم ونفوسهم أيضًا بالأمراض التي تتكاثر فيهم، بسبب انطلاقاتهم الجاهلة الرعناء، والتي جعلها الله عقوبات معجلة خاضعة لسننه التكوينية في الحياة الدنيا، كأمراض الكبد الناتجة عن شرب الخمور،
1 / 76