إن مستقبلنا مستقبل الشعب اليهودي بأسره، وسيكون اعتماده الأول على انتصاراتنا العسكرية في الحرب القادمة. نعم، سنجعل الحرب حرفة يهودية حتى يتم تحرير بلادنا بأجمعها، وسنقاتل ما لاح لنا خطر يمنعنا من تحرير تلك البلاد، بلاد الآباء والأجداد. أجل، سنحقق رؤيا أبناء إسرائيل، ولن تتحقق تلك الرؤيا إلا إذا عملنا بهذه الكلمات: «أحب لأخيك ما تحب لنفسك، وهيئ له الاستيطان في المكان اللائق به.» هذه هي شعاراتنا التي يجب أن نعمل بها، ونحميها من العدوان. «أما السيف الذي أعدناه لغمده، فإنه لم يعد إلا مؤقتا، إننا سنستله حين تتهدد حريتنا في وطننا، وحينما تهدد رؤيا أنبياء التوراة ... فالشعب اليهودي بأسره سيعود إلى الاستيطان في أرض الآباء والأجداد الممتدة من الفرات حتى النيل.»
انتهى الخطاب الأول. (9-2) نبذة من الخطاب الثاني
الذي خاطب به بن غوريون شبان إسرائيل في العرض العسكري الذي أقيم يوم الأحد، في 7 تموز 1949 في تل أبيب احتفالا بيوم الجيش الصهيوني، والذي حضره حاييم وايزمن وأعضاء حكومته وممثلو السلك السياسي الأجنبي. «إن هذا اليوم هو يوم عيد مزدوج لإسرائيل، فهو يصادف ذكرى وفاة «تيودور هرتزل» مؤسس الحركة الصهيونية، وذكرى إنشاء «الجيش الصهيوني مؤسس الدولة الصهيونية»، وأضاف: «وإلى هرتزل يرجع الفضل في تأسيس الحركة الصهيونية، وللجيش الصهيوني يرجع الفضل في تأسيس الدولة الصهيونية.»
واستطرد بن غوريون يقول: «لم يعد لإسرائيل حتى الآن أكثر من 10 بالمائة من أبنائها، ولم تتمكن من استثمار عشرة بالمائة من أراضيها، وعلى هذا فإنه يتوجب علينا العمل للإسراع في جمع أبنائنا الذين ما زالوا مشتتين، والإسراع في تنفيذ مشاريعنا العمرانية والزراعية والصناعية.»
وختم خطابه بقوله: «إن إسرائيل ترغب رغبة حقيقية في الوصول إلى سلم حقيقي مع جاراتها العربية، وهي ترى أن هذا السلم هو في مصلحتها ومصلحة الدول العربية على السواء، غير أن إسرائيل ما دامت لم تتوصل إلى هذا السلم بعد، فإنها ستظل مقيمة على إبقاء جيشها، وستواصل تقوية هذا الجيش لحماية كيانها.» (10) دعوة اليهود للكفاح
ولنستمع إلى بن غوريون يقول في تقرير سنة 1938:
نجابه الآن بكفاح حاسم، ومن الممكن أن يكون الأخير، ولكن لا يوجد في التاريخ كفاح أخير. يجب أن نهيئ أنفسنا روحيا وماديا. إن الواجب الأساسي لتخليص آمالنا يقع على كاهل شبابنا في فلسطين. وفي هذا الوقت يجب أن نذكر هذه الحقيقة العميقة البسيطة: «في العالم يقرر الآخرون مصيرنا. أما في هذه البلاد (أعني فلسطين) فنحن نقرر مصير أنفسنا، ونكون تاريخنا، وليأخذ الآخرون أية خطوة يريدونها، وليفعل الأجانب ما يريدون، لأننا إذا عرفنا كيف نصنع التاريخ في هذه الظروف غير المرضية فلا يغلبنا أحد.»
هذه الحفنة من شذاذ الآفاق اتحدت، وعرفت كيف تؤسس دولة من هذا الخليط، وهي تسعى لتصنع تاريخها بقوة شبانها الذين لا يزيدون عن مليون نسمة، ولو تمكنت من جمع كل شاب يهودي في العالم. إن إسرائيل ستهزأ بما تقرره الدول وتقرر مصيرها بنفسها، ونحن العرب أصحاب التاريخ البراق الزاهي نخذل، ولدينا من الشبان القادرين على حمل السلاح أضعاف أضعاف اليهود بمجموعهم، اللهم إن هذا كثير، اللهم إن هذا مخجل.
ولنتمعن فيما قاله للشباب اليهودي: «إن الواجب الأساسي لتخليص آمالنا يقع على كاهل شبابنا في فلسطين.»
إلى قوتنا لنا أصدقاء وأنصار في دوائر مهمة واسعة في إنكلترا، بل في داخل الحكومة أيضا.» ثم يقول: «ولا يخضعنا غير استسلامنا وخوفنا، وإذا استسلم كبارنا وأغنياؤنا ورجالنا العمليون والأذكياء، عندئذ ينهض شبابنا، شبابنا في الروح والعمر ويكافحون، وبهذا الشباب أنا واثق وإليه مطمئن.» (11) عنصر الشباب
نامعلوم صفحہ