نفرت اور دوستی، شاعری، محبت اور شادی

محمد عبد النبي d. 1450 AH
92

نفرت اور دوستی، شاعری، محبت اور شادی

كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج

اصناف

لم يبد عليه أنه قد انتابه ضيق كبير بشأن هذا، أو أي درجة من الاستياء أكثر مما قد يشعر به عند رؤيته لمزود العلف (رمز ديني مسيحي، إشارة إلى مهد المسيح عند ولادته) الذي كان يتم وضعه في كل عيد ميلاد، ليس على واجهة كنيسة ولكن على مرج دار البلدية. قال إن مباني الكنيسة شيء ومباني البلدية شيء آخر. تلقت نينا تعليمها وفقا لمبادئ جمعية الكويكرز (الكويكرز أو جمعية الأصدقاء الدينية، هي مجموعة من المسيحيين البروتستانت نشأت في القرن السابع عشر في إنجلترا على يد جورج فوكس)، تلك المبادئ التي لم تكن تشدد كثيرا على قصة آدم وحواء. وهكذا فحين عادت إلى البيت أخرجت الكتاب المقدس نسخة الملك جيمس، وقرأت القصة بكاملها من الأول للآخر. أبهجها بشدة هذا التتابع المهيب للأيام الستة الأولى؛ الفصل بين المياه باليابسة، وتثبيت الشمس والقمر، وظهور المخلوقات التي راحت تدب على الرض وتطير في الهواء، وهكذا.

قالت: «هذا جميل. إنه شعر عظيم. لا بد أن يقرأه الناس.»

فقال إنه لا أفضل ولا أسوأ من أي حزمة كاملة من أساطير الخلق التي انبثقت في كل أركان الأرض الأربعة، وإنه قد أصابه السأم والقرف من هذا الشعر، ومن سماع عبارة كم كان هذا جميلا.

قال: «ما يقال عن الشعر ليس إلا دخانا لحجب الحقيقة، فهم لا يقيمون للشعر وزنا.»

ضحكت منه نينا وقالت: «كل أركان الأرض الأربعة. أهذا كلام يليق برجل علم مثلك؟ أراهن أنك اقتبستها من الكتاب المقدس!»

كانت تنتهز فرصة، بين الحين والآخر، لتغيظه حول هذا الموضوع. لكن كان عليها أن تأخذ حذرها حتى لا تشط في هذا وتتجاوز الحد المعقول. كان عليها أن تنتبه للنقطة التي قد يستشعر عندها التهديد المهلك؛ الإساءة المخزية. •••

بين الحين والآخر كانت تجد مطوية دعائية في البريد. لم تكن تهتم بقراءتها، ولفترة اعتقدت أن الجميع يتلقون بالتأكيد هذا النوع من الأشياء، إلى جانب البريد الدعائي العديم القيمة الذي يعرض قضاء إجازات في مناطق استوائية وشلالات مياه أخرى مبهرجة المنظر. ثم اكتشفت أن لويس كان يتلقى المواد ذاتها على بريده في المدرسة - «دعاية ترويجية للإيمان بخلق العالم» كما سماها - متروكة على مكتبه أو مدسوسة في العين المخصصة له لاستقبال بريده هناك.

كان قد قال لناظر المدرسة: «يستطيع الأولاد الدخول إلى مكتبي، ولكن من بحق جهنم يدس لي تلك الأشياء في صندوق بريدي هنا؟»

قال الناظر إنه لا يمكنه أن يعرف، فقد كان هو أيضا يتلقى تلك المطويات الدعائية. ذكر لويس اسم اثنين من المعلمين في فريق التدريس، اثنين من المسيحيين في الخفاء كما كان يدعوهم، وقال الناظر إن الموضوع أهون من أن يشغل باله به؛ إذ يستطيع دائما أن يتخلص من تلك الأشياء.

كانت هناك أسئلة في الفصل. بالطبع، دائما كانت هناك أسئلة، لا شك عندي في ذلك، هكذا قال لويس. فتاة ما ضئيلة وشاحبة شحوب القديسين، أو صبي متذاك يحاول أن يلغي نظرية التطور بجرة قلم. كانت لدى لويس طرقه المجربة والفعالة في التعامل مع هذا. كان يخبر من يقاطعه بأنهم إذا أرادوا التفسير الديني لتاريخ العالم فإن هناك مدرسة مسيحية تفصل البنين عن البنات في البلدة المجاورة، ويمكنهم الالتحاق بها على الرحب والسعة. صارت الأسئلة أكثر تواترا، فأضاف أنه توجد حافلات يمكنها أن تقلهم إلى هناك، إن استطاعوا جمع كتبهم ومغادرة الفصل في هذا اليوم وهذه الساعة إذا طاب لهم ذلك. «ورحلة موفقة لمؤ ...!» هكذا قال. فيما بعد كان ثمة خلاف بشأن إن كان قد قال بالفعل كلمة «مؤخراتكم» أم تركها معلقة في الهواء دون أن ينطقها. ولكن حتى لو يكن قد قالها فعلا فقد صرح بالإساءة بكل تأكيد؛ لأن الجميع كانوا يعرفون كيف يمكن أن تكتمل عبارته.

نامعلوم صفحہ