نفرت اور دوستی، شاعری، محبت اور شادی
كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج
اصناف
قال لها، حين سحبت يدها من يده: «إلى أين أنت ذاهبة؟» «لست ذاهبة. أستدير فقط.»
لم تعرف إن كان نيل قد ساوره مثل هذا الشعور، الآن وقد وقع ما وقع. سألته إن كان قد تقبل الفكرة بعد، فهز رأسه نافيا.
قالت: «ولا أنا.»
ثم قالت: «كل ما هنالك ألا تفتح الباب لمتخصصي العلاج النفسي من صدمة فقدان الأعزاء. أكاد أراهم يتربصون بنا، يريدون أن يهجموا ويوجهوا ضربة استباقية.»
قال بصوت فيه غضب نادر: «لا تضايقيني.» «آسفة.» «لست مضطرة على الدوام أن تلعبي دور مهون الشدائد.» «أعرف.» هكذا قالت، ولكن الحقيقة كانت أنه مع وجود الكثير مما يجري والأحداث الراهنة التي تستولي على أغلب انتباهها وجدت مشقة في أن تلعب أي دور على الإطلاق. •••
قال نيل: «هذه هي هيلين. هذه من سترعى شئوننا من الآن فصاعدا. وهي كذلك لن تتسامح مع أي مسلك سيئ أو تهاون.»
قالت جيني: «خير لها.» مدت يدها لها بمجرد أن اتخذت مجلسها. لكن يبدو أن الفتاة لم تلحظها، مع وضعها المنخفض ما بين المقعدين الأماميين.
أو لعلها لم تدر ماذا عليها أن تفعل. كان نيل قد قال إنها خارجة من أزمة لا تصدق، وتنتمي إلى أسرة همجية تماما. جرت أمور لا يمكن تخيلها تحدث في وقتنا الراهن. مزرعة معزولة، أم متوفاة وابنة متأخرة عقليا وأب عجوز مستبد، مخبول لا يتورع عن سفاح القربى، وابنتان. هيلين هي الابنة الكبرى، التي هربت في عمر الرابعة عشرة بعد مهاجمتها للعجوز. التجأت لبعض الجيران الذين اتصلوا بالشرطة، فأتت الشرطة وجلبت الأخت الصغرى وأودعت الطفلتين في جناح القاصرات في وحدة رعاية الأطفال. أما العجوز وابنته - وهما نفساهما والد ووالدة البنتين - فقد أودعا في مستشفى للأمراض العقلية. تعهد أب وأم بالكفالة بهيلين وشقيقتها، اللتين كانتا طبيعيتين عقليا وجسديا، وأرسلا الفتاتين إلى المدرسة حيث أمضتا وقتا بائسا هناك؛ حيث توجب عليهما أن تنالا أعلى الدرجات. لكن كلا منهما تعلمت ما فيه الكفاية لأن تحصل على عمل.
عندما أدار نيل السيارة قررت الفتاة أن تتكلم.
قالت: «لقد اخترتما يوما حارا للخروج فيه.» لعلها سمعت الناس يستعينون بعبارة كتلك لكي يبدءوا حديثا. تحدثت بنبرة فجة وبليدة تنضح بالخصومة والارتياب، ولكن يجب عدم اتخاذ هذا على محمل شخصي، كما تعلم جيني الآن. كانت تلك ببساطة طريقة بعض الناس في الحديث - وخصوصا أبناء الريف منهم - في هذا الجزء من العالم.
نامعلوم صفحہ