نفرت اور دوستی، شاعری، محبت اور شادی
كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج
اصناف
قال لها: «إذن، من أين أتيت وجلبت معك هذه الموجة الحارة؟»
قالت: أونتاريو، بنبرة لا تعد بأنها ستقول أكثر من هذا.
قال بنبرة آسفة: «أونتاريو! حسن، ها نحن وصلنا ... فندقك.» ورفع يدا واحدة عن عجلة القيادة. مالت الشاحنة ميلا خفيفا مصاحبا لتلويحه بيده نحو مبنى مسطح السقف من طابقين لم تكن قد غفلت عنه، بل رأته من القطار وهم يدخلون المحطة. لقد ظنته بيت عائلة كبيرا، مهملا إلى حد ما، ولعله مهجور تماما. الآن وبعد أن رأت المنازل في البلدة، أدركت أنه كان عليها ألا تستبعده من احتمالها بهذه السرعة. كان مغطى برقائق من الصفيح مسكوكة بحيث تبدو كأنها أحجار آجر ومطلية بلون أزرق فاتح. كانت هناك تلك الكلمة الواحدة: «فندق»، بأنابيب من مصابيح النيون، لم تعد تضيء، مثبتة فوق المدخل. «ما أغباني!» هكذا قالت، وعرضت على الرجل دولارا مقابل التوصيلة.
ضحك، «احتفظي بنقودك. لن تعرفي أبدا متى ستحتاجين إليها.»
كانت هناك سيارة لا بأس بها متوقفة أمام الفندق، ماركة بلايماوث. كانت في غاية من القذارة، ولكن كيف يمكن تجنب ذلك، في وجود تلك الطرقات؟
على الباب علقت إعلانات تجارية عن ماركات من السجائر والجعة. انتظرت حتى رجعت الشاحنة من حيث أتت ثم طرقت الباب، طرقت لأن المكان لم يبد على أي نحو مفتوحا للعمل. ثم جربت الباب لترى إن كان مفتوحا، ودخلت إلى غرفة متربة صغيرة فيها سلم ثم إلى غرفة واسعة ومظلمة كان فيها منضدة بلياردو ورائحة سيئة لجعة وأرضية غير مكنوسة. ومن مسافة وفي غرفة جانبية رأت التماع مرآة، وأرففا خاوية، ونضدا. كانت مصاريع النوافذ في تلك الغرفة مسدلة بإحكام. الضوء الوحيد الذي رأته كان ينبعث من نافذتين مستديرتين صغيرتين، وقد ظهر أنهما في باب دوار بمصراعين. دخلت من ذلك الباب إلى المطبخ. كانت إضاءته أفضل بسبب صف من نوافذ عالية ولكن قذرة ، غير مغطاة، في مواجهة الجدار. وهنا وجدت أولى علامات الحياة؛ كان أحدهم قد تناول طعاما على المائدة وترك طبقا ملطخا بصلصة الطماطم المحفوظة وقد جفت الآن، وكوبا نصفه ممتلئ بقهوة سوداء باردة.
أحد أبواب المطبخ كان يؤدي إلى الخارج - هذا الباب كان مغلقا بمفتاح - وآخر يؤدي إلى خزانة كبيرة فيها العديد من علب الأطعمة المحفوظة، وآخر يؤدي إلى خزانة أدوات النظافة، وآخر إلى درج مسيج. صعدت الدرج، وحقيبة سفرها ترتج أمامها طوال الوقت نظرا لضيق المساحة. قبالتها مباشرة في الطابق الثاني رأت مقعد مرحاض مرفوع الغطاء.
كان باب غرفة النوم في آخر الردهة مفتوحا، وبالداخل وجدت كين بودرو.
رأت ثيابه من قبل أن تراه. سترته معلقة على حرف الباب وسرواله على مقبض الباب، بحيث كانت أطرافهما تتدلى على الأرضية. فكرت في الحال أن هذه ليست الطريقة الملائمة للاعتناء بثياب جيدة، وهكذا دخلت غرفة النوم في جرأة - وتركت حقيبة سفرها في الردهة - وقد فكرت أن عليها تعليق الثياب كما يجب.
كان في الفراش، وليس فوقه إلا ملاءة. كانت البطانية وقميصه ملقيين على الأرض. كانت أنفاسه مضطربة كما لو كان على وشك أن يصحو، فقالت: «صباح الخير، أو مساء الخير.»
نامعلوم صفحہ