نفرت اور دوستی، شاعری، محبت اور شادی
كراهية وصداقة وغزل وحب وزواج
اصناف
قالت جوهانا: «لقد اعتدت أن أكون بمفردي.» «لكنك عثرت على شخص ما؛ لن تكوني بمفردك بعد الآن، أوليس هذا جميلا؟ في بعض الأيام أفكر كم سيكون ذلك رائعا، الزواج والبقاء في البيت. بالطبع، أنا كنت متزوجة، وكنت أعمل على أي حال. آه، حسن. ربما ذات يوم سوف يأتي الرجل الذي يسكن القمر ويدخل إلى هنا ويقع في غرامي وعندئذ كل شيء سيكون على خير ما يرام!»
كان على جوهانا أن تسرع، إن حاجة تلك المرأة للحديث أخرتها. كانت تسرع عائدة إلى المنزل، فلا بد أن تخفي ما اشترته بعيدا قبل أن تعود سابيتا من المدرسة.
ثم تذكرت أن سابيتا ليست هناك، وأن بنت عم أمها - عمتها روكسان - قد أخذتها يوم العطلة الأسبوعية لتعيش في تورونتو حياة تليق بفتاة ثرية، وتذهب إلى مدرسة تليق بالفتيات الثريات. ومع ذلك واصلت جوهانا سيرها بسرعة، بسرعة شديدة حتى إن شخصا متذاكيا استظرف وتشبث بجدار إحدى الصيدليات وصاح بها: «أين الحريق؟» فأبطأت سيرها لكيلا تلفت الانتباه.
كان صندوق الثوب محرجا لها، كيف كان عساها أن تعرف أن المتجر يملك صناديقه الخاصة من الورق المقوى القرنفلية اللون، واسم متجر ملادي مكتوب عليها بخط بنفسجي؟ إشارة تفضح ما كانت تنوي كتمانه.
شعرت بحماقتها لأنها ذكرت مسألة الزفاف، في حين أنه لم يشر إليه بالمرة وكان عليها أن تتذكر ذلك. عدا ذلك أفضى كل منهما بالكثير للآخر - بالكلام أو الكتابة - وبعد أن عبرا عن كل ذلك الولع والشوق، بدا وكأنهما غفلا عن أمر الزواج نفسه. على النحو نفسه الذي قد تتحدث فيه عن استيقاظك في الصباح ولا تذكر شيئا عن تناول الإفطار، على الرغم من أنك تنوي بكل تأكيد أن تتناوله.
على الرغم من ذلك كان عليها أن تطبق فمها على سرها.
رأت السيد ماكولي يسير في الاتجاه المقابل لها على الناحية الأخرى من الشارع. لم تجد ضررا في ذلك؛ فحتى لو أنه التقى بها مباشرة ما كان ليلحظ الصندوق الذي تحمله. كان سيكتفي برفع إصبع نحو قبعته ويمر بها مر الكرام، هذا بافتراض أنه انتبه إلى أنها كانت مديرة منزله، ولكن الأرجح أنه لن يلحظ هذا. كان عقله منشغلا بأمور أخرى، وبحسب ما يعرف الجميع عنه فلعله كان يتطلع نحو بلدة أخرى غير تلك التي يرونها هم. على مدار كل يوم من أيام العمل الأسبوعية - وأحيانا في أيام الأحد والإجازات، بفعل النسيان - كان يرتدي إحدى بدلاته ذات الصديري وفوقها معطفه الخفيف أو الثقيل، وقبعته الرمادية الضيقة الحواف، وحذاءه الملمع جيدا، ثم يسير من طريق المعرض صعودا نحو مكتبه الذي ما زال يحتفط به أعلى ما كان ذات يوم متجرا لسروج الخيل والحقائب الجلدية. كان مكتبه يعتبر مكتبا لبيع بوالص التأمين، على الرغم من أن وقتا طويلا قد مر منذ أن باع فعليا بوليصة تأمين. أحيانا يصعد الناس الدرج ليروه، وربما يسألونه سؤالا ما حول بوالص تأمينهم أو الأرجح سؤالا حول حدود ملكياتهم وأراضيهم، وتاريخ أحد العقارات في البلدة أو مزرعة في الريف المتاخم لها. كان مكتبه ممتلئا بالخرائط قديمها وجديدها، ولم يكن يطيب له شيء في الدنيا أكثر من أن يفردها أمامه ويستغرق في مناقشة سرعان ما تمتد فيما وراء موضوع السؤال المطروح. لثلاث أو أربع مرات في اليوم كان يخرج فجأة ويسير في الشارع، كما هو الآن. في أثناء الحرب كان قد ركن سيارته البويك-ماكلولين في المخزن، عارضا إياها للبيع، وراح يمشي في كل مكان ليكون قدوة للآخرين. وما زال يبدو أنه يقدم قدوة للآخرين، بعد خمسة عشر عاما. كان يبدو - ويداه معقودتان وراء ظهره - مثل مالك أراض يتفقد عقاراته أو مثل واعظ كنيسة يسره أن يراقب أبناء معموديته. وبطبيعة الحال، لم يكن لدى نصف من يقابلهم من الناس أي فكرة عمن يكون هذا الشخص.
لقد تغيرت البلدة، حتى عما كانت عليه حين أتت جوهانا إلى هنا. كانت المتاجر تنتقل إلى الطريق السريع؛ حيث تم افتتاح متجر جديد بأسعار مخفضة، ومتجر كنديان تاير للبيع بالتجزئة، وأيضا فندق صغير مزود بصالون للقاءات والراحة وراقصات عاريات الصدور. حاولت بعض متاجر البلدة أن تحسن من هيئتها بطلاء قرنفلي أو بنفسجي فاتح أو زيتوني، لكن هذا الطلاء تقشر عن الآجر القديم وصارت بواطن الجدران عارية في بعض المواضع. كان من المحتم تقريبا أن يحذو متجر ملادي حذو سابقيه.
لو أن جوهانا كانت هي مالكته، ماذا كان عساها أن تصنع؟ مبدئيا، لم يسبق لها بالمرة أن اقتربت من فساتين سهرة متقنة الصنع بهذا العدد. ماذا يمكنها أن تصنع بدلا من ذلك؟ فإن هي تحولت إلى الثياب الأرخص ثمنا فستضع نفسها في منافسة متجر كالاهانز والمتجر الآخر ذي الأسعار المخفضة، والأغلب أنه لن توجد حركة بيع وشراء كافية للاستمرار. ولكن ماذا لو أنها تعاملت في ثياب الرضع الجذابة، وثياب الأطفال، لتحاول أن تجذب إليها الجدات والعمات والخالات اللاتي لديهن من المال ما ينفقنه على مثل ذلك النوع من الأشياء؟ انسي الأمهات؛ فهن يذهبن إلى كالاهانز، بما لديهن من نقود أقل وعقول أرجح.
ولكن إذا كانت هي - جوهانا - في موضع المسئولية، فما كانت لتستطيع أن تجذب إلى معروضاتها أي إنسان. إنها بارعة في أن ترى ما يجب عمله، وكيف يجب إتمامه، وكانت تعرف كيف توجه الآخرين وتشرف عليهم حتى يتم العمل، ولكن لم يكن بوسعها بالمرة أن تجذب الأنظار أو تفتن الألباب. فلن يكون شعارها إلا: ما بين البائع والشاري يفتح الله! ولا شك أن الآخرين كانوا سيقولون: يفتح الله.
نامعلوم صفحہ