فصلى عليه أمير المؤمنين عليه السلام عشية ذلك اليوم وشهد جنازته ونحن معه قال الراوى عن نوف فصرت الى الربيع بن خيثم فذكرت له ما حدثني نوف فبكى الربيع حتى كادت نفسه ان تقبض وقال صدق اخى لا جرم ان موعظة أمير المؤمنين عليه السلام وكلامه ذلك منى بمرءا ومسمع ما ذكرت ما كان من همام بن عبادة يومئذ واتاني هنيئة الا كدرها ولا شدة إلا فرجها (فصل) من كلام أمير المؤمنين صلوات الله عليه في الاخوان وآداب الاخوة في الايمان الناس اخوان فمن كانت اخوته في غير ذات الله فهى عداوة وذلك قوله الله عزوجل * (الاخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين) * من الاخوان عرف جواهر الرجال امحض اخاك بالنصيحة حسنة كانت ام قبيحة ساعده على كل حال وزل معه حيث زال ولا تطلبن منه المجازاة فانها من شيم الدناة ابذل لصديقك كل المودة ولا تبذل له كل الطمأنينة واعطه كل المواساة ولا تفض إليه بكل الاسرار توفى الحكمة حقها والصديق واجبه لا يكون اخوك اقوى منك على مودته (البشاشة) فخ المودة والمودة قرابة مستفادة لا يفسدك الظن على صديق اصلحه لك اليقين كفى بك ادبا لنفسك ما كرهته لغيرك لاخيك عليك مثل الذي لك عليه لا تضيعن حق اخيك اتكالا على ما بينك وبينه فانه ليس لك باخ من ضيعت حقه ولا يكن اهلك اشقى الناس بك اقبل عذر اخيك وان لم يكن له عذر فالتمس له عذرا لا يكلف احدكم اخاه الطلب إذا عرف حاجته لا ترغبن فيمن زهد فيك ولا تزهدن فيمن رغب فيك إذا كان للمخالطة موضع لا تكثرن العتاب فانه يورث الضغينة ويجر الى البغيضة وكثرته من سوء الادب ارحم اخاك وان عصاك وصله وان جفاك احتمل زلة وليك لوقت وثبة عدوك من وعظ اخاه سرا فقد زانه ومن وعظه علانية فقد شانه من كرم المرء بكاه على ما مضى من زمانه وحنينه أو الى اوطانه وحفظه قديم اخوانه (فصل) مما جاء نظما في الاخوان روى ان الصادق جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام كان يتمثل كثيرا بهذين البيتين (شعر) (اخوك الذي لو جئت بالسيف عامدا) (لتضربه لم يستغشك في الود) (ولو جئته تدعوه للموت لم يكن) (يردك ابقاء عليك من الود) (وقال مسلم ابن وابصة) (احب الفتى ينفى الفواحش سمعه) (كأن به من كل فاحشة وقرا) (سليم دواعى الصدر لا باسطا اذى) (ولا مانعا خيرا ولا قائلا هجرا) (إذا ما اتت من صاحب لك زلة) (فكن أنت محتالا لزلته عذرا) (غنى
--- [ 35 ]
صفحہ 34