132

کنز اکبر

الكنز الأكبر من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابن داود الحنبلي

تحقیق کنندہ

د. مصطفى عثمان صميدة، أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية أصول الدين بالقاهرة

ناشر

دار الكتب العلمية

ایڈیشن نمبر

الأولى

اشاعت کا سال

١٤١٧ هـ - ١٩٩٦ م.

پبلشر کا مقام

بيروت

قال: خطب علي بن أبي طالب ﵁ فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (أيها الناس إنما هلك من هلك قلبكم بركوبهم المعاصي، ولم ينههم الربانيون والأحبار فلما تمادوا في المعاصي ولم ينههم الربانيون والأحبار أخذتهم العقوبات فمروا بالمعروف وانهوا عن المنكر قبل أن ينزل بكم مثل الذي نزل بهم، واعلموا أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يقطع رزقًا، ولا يقرب أجلًا انتهى). وتأمل يا أخي عاقر الناقة فإنه ما كان إلا واحدًا كما أخبر -سبحانه- في قوله: ﴿إذ انبعث أشقاها﴾. وقوله: ﴿فنادوا صاحبهم فتعاطى فعقر﴾ وتبعه ثمانية فصاروا تسعة رهط يفسدون في الأرض ولا يصلحون فأنزل الله العذاب على قوم صالح بأجمعهم (سواء من آمن منهم به) فأهلك من تحت أديم السماء من مشارق ومغاربها. قال الله -تعالى-: ﴿إنا أرسلنا عليهم﴾ ولم يقل: عليه. فهلكت الأمة كلها معه وشمل الأصاغر والبهائم من العقوبة ما شمل الأكابر حين لم ينهوا عن عقر الناقة منهم ورضوا بفعله، وكذلك سائر الأمم السالفة الهلكى، يشمل صغارهم ونساءهم وحيوانهم العذاب فعياذًا بك اللهم من سخطك وغضبك وأليم عقابك. وذكر الحافظ أبو بكر بن أبي الدنيا، عن وهب بن منبه قال: لما أصاب داود الخطيئة. قال: يا رب اغفر لي. قال قد غفرتها لك، وألزمت عارها بني إسرائيل. قال: يا رب كيف وأنت الحكم العدل لا تظلم أحدًا؟ أعمل أن الخطيئة، وتلزم عارها غيري؟ فأوحى الله إليه: لما عملت الخطيئة لم يعجلوا عليك بالإنكار. وفي مسند الإمام أحمد ﵀، وجامع الترمذي، وشعب البيهقي، وغيرهم من حديث حذيفة بن اليمان ﵁ عن النبي ﷺ أنه قال: (والذي

1 / 146