کامل منیر (جزء اول)
الكامل المنير(المقدمة + الجزء الأول)
اصناف
إن كتاب (الكامل المنير) موضوعه يدور حول قطب إمامة الوصي علي بن أبي طالب عليه السلام، وإثباتها فيه إستدلالية سمعية، ولا اعتماد في معرفة استحقاق الوصي عليه السلام للإمامة بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة على العقل؛ لأن القاسم بن إبراهيم وكافة أئمة وعلماء آل محمد صلوات الله عليهم أجمعوا على أن الإمامة واستحقاقها بالنص استدلالية سمعية، وهذا ما ذهب إليه نجم آل الرسول القاسم بن إبراهيم عليه السلام، وهذا موجود أيضا في مصنفاتهم.
فهذا الهادي إلى الحق يحيى بن الحسين عليه السلام لم يحاجج بالأدلة العقلية في إثبات إمامة الوصي ولكنه حاجج بما أجمعت عليه الأمن من النصوص النبوية. ففي المعقول وجوب نصب إمام، ولكن نصب إمام بعينه واستحقاقه إياها لا يكون إلا بالأدلة النقلية السمعية لا العقلية كما ذهب إلى ذلك الإمامية.
وأما قو لهم (ويذكر رجال الأسانيد كثيرا). فالجواب:
أن الإمام القاسم عليه السلام بعد ذكره لأغلب الرواة يقول:(وهؤلاء المخالفون لنا ولكم)، وتارة يقول (وهو علم من أعلام العامة ممن لا يطعن عليه أحد في علمه..) وأخرى يقول:(بشهادة الخلق له [أي علي عليه السلام] برواية من يشير إليه من الخوارج وغيرهم بالثقة من جهة المخالفون لنا ولهم برواية من يشير إليه من الخوارج وغيرهم بالثقة من جهة المخالفون لنا ولهم) إلخ، فيثبت بذلك صحة النص المستدل به لكي تنعدم الحجة للخصم في جرحه في النص أو في إسناده؛ لأنه عليه السلام لو لم يتخذ ذلك الأسلوب لترك لأعداء الله ثغرات.
صفحہ 40