كما وأن الإمام القاسم بن إبراهيم عليه السلام قد استشهد بسعة علم أصحاب الصحاح الستة المشهورون برواية الحديث في كتابه (الكامل المنير) بعد ذكره لجميع أحاديث أبي بكر والتي عددها إحدى وعشرون حديثا فقط، حيث قال في :(( فأي هذه الأحاديث بها يعلم حكم جميع ما تحتاج إليه الأمة مما قد وصفنا حتى تستغني به الأمة عمن سواه؟! على أن أبا حنيفة، وزفر، وابن أبي ليلى، ومحمد بن الحسين، وجميع من قال برأيه، وجميع النقالة الأحاديث ممن ينسب إلى الستة وغيرهم ..))(1).

وهؤلاء الستة هم: البخاري (194ه - 256ه)، مسلم (204ه - 261ه)، الترمذي (209ه - 279ه)، النسائي (215ه - 303ه)، أبو داود (202ه - 275ه)، ابن ماجة (209ه - 275ه).

وينسب بعض العلماء (الكامل المنير) ل: إبراهيم خيران، المتوفي في القرن الثاني من الهجرة القمرية، وهو عالم، أصولي، فقيه. قال ابن أبي الرجال في مطلع البدور:(ولا ينسب إليه مثل هذا المؤلف إلا وهو مصنف كبير). ولعل للمذكور مؤلف باسم (الكامل المنير) غير الذي للإمام القاسم بن إبراهيم(2). اه.

وكتاب (الكامل المنير) هذا الذي بين يديك هو للإمام القاسم بن إبراهيم عليه السلام، لأنه كما ذكرنا استشهد بالستة رواه الحديث بسعة علمهم في رواية الحديث على أبي بكر، فإن هؤلاء الستة عدى البخاري من مواليد القرن الثالث للهجرة منهم مسلم ولد في سنة 204ه والنسائي ولد في سنة 215ه، جميعهم كان مولدهم بعد وفاة إبراهيم خيران، المتوفي في القرن الثاني الهجرة القمرية - أي ما بين 150إلى 200ه - على التقدير، بينما الإمام القاسم بن إبراهيم توفي في أواسط القرن الثالث الهجري في سنة 246ه، وهو ممن عاصرهم.

صفحہ 34