وروى أن أبي بن كعب قال: جلست إلى رجلين وهما يصليان، وقرأ القرآن كل واحد منهما على خلاف ما قرأته، فلما أنها قلت: من أقرأكما؟ قالا: رسول اللَّه ﷺ فأتيت فيها رسول اللَّه فأخبرته القصة فقال لأحدهما: اقرأ، فقرأ على ما سمعته يقرأ وهو خلاف قراءتي وقراءة صاحبه فقال رسول اللَّه ﷺ: هكذا أنزل، فدخل في صدري من الشك ما لم يكن في الجاهلية ثم قال للآخر: اقرأ، فقرأ خلاف ما قرأ صاحبه وخلاف ما قرأت وقال هكذا أنزلت، فدخل في صدري من الشك أكثر مما كان في الجاهلية ثم قال لي: اقرأ يا أبي فقرأت كما علمني، فقال: هكذا أنزلت، فبرأ من الشك في صدري، فطعن بأصبعيه في صدري فقال لي: يا أُبي أعيذك باللَّه من الشك ففر الشيطان عني ولم يبق في صدري شك فقال: إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرف كلها شاف كاف (١) وروى مثل هذا عن عمر ﵁، وروى عن رسول اللَّه ﷺ قال: أتاني جبريل ﵇ فقال لي: يا محمد اقرأ بحرف واحد فقلت: أعوذ باللَّه، فمضى ورجع فقال: اقرأ بحرفين فقلت: أعوذ باللَّه، فما زال يتردد حتى قال: اقرأ السبعة أحرف توسعة لأمتك (٢)، وفيه أخبار كثيرة فيها طول، ثم اختلف العلماء في المقصود بسبعة لغات بلغة قريش، وهذيل، وثقيف، وهوازن، وكنانة، وتميم، واليمن، وقيل: خمس لغات هوازن كسعد، وثقيف، وكنانة، وهذيل، وقريش لغتان على جميع ألسنة العرب حتى أنه روى عن عبد اللَّه أنه قال: هذا مثل قولهم تعال وأقبل وهلم وأسرع واذهب ومر، وقال ابن المسيب تمثلًا بما قال عبد اللَّه، وروى عن ابن شهاب أنه قال: على ثلاثة