والدنيا لا تزن عنده جناح بعوضة دل على أنه لا يجمع بين أهله وبين من يبغضه، ولما اختص الفقر بهم إلا الشواذ دل على أن الخبر مخصوص لهم يؤيده قوله: (بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ).
وقال: (وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)، يؤيده ما نرويه بعد هذا من الأخبار، وقال ﷺ: " أكرموا حملة القرآن فإنهم أوغلوا في علم الله إلا أنه لا يوحى إليهم "، وقال: حملة القرآن المخصوصون برحمة اللَّه الملبسون نور اللَّه المعلمون كلام اللَّه من والاهم والى اللَّه ومن عاداهم عادى اللَّه، ولقارئ آية من كتاب اللَّه أفضل مما دون العرش إلى أصل النجوم، ويدفع عن قارئ القرآن بلوى الآخرة، ثم قال: يا حملة القرآن أهل السماء يسمونكم أحباء اللَّه فاستحبوا اللَّه بتوقير كتاب الله يزدكم حبًّا ويحببكم إلى عباده، وعن أبي هريرة ﵁، قال: بعث رسول اللَّه ﷺ سرية فاستقروا القرآن على أسنانهم ففضلهم شاب بسورة البقرة، وقال له رسول اللَّه ﷺ: أنت أمير القوم، قال: فغضب شيخ في القوم، فقال: يا رسول اللَّه أتؤمره وأنا أكبر منه؟ فقال رسول اللَّه ﷺ: إنه أكثركم قرآنا قال: فقال الشيخ: واللَّه ما يمنعني أن أتعلم القرآن إلا أني أخشى أن لا أقوم به، فقال رسول اللَّه ﷺ تعلموا القرآن، فإنما مثل حامل القرآن كحامل جراب مسك إن فتحه فتحه طيبًا وإن وعاه وعاه طيبًا، وقال ﵇: ليس أجد أولى
1 / 34