کامل فی اللغة و الادب
الكامل في للغة والأدب
ایڈیٹر
محمد أبو الفضل إبراهيم
ناشر
دار الفكر العربي
ایڈیشن نمبر
الطبعة الثالثة ١٤١٧ هـ
اشاعت کا سال
١٩٩٧ م
پبلشر کا مقام
القاهرة
علامة التأنيث، وكان أصل هذا أن يكون إذا أردت به الأمر ساكنًا كالمجزوم من الفعل الذي هو في معناه، فكسرته لالتقاء الساكنين، مع ما ذكرنا من علامة التأنيث والكسر مما يؤنث به فلم يخل من العلامة، تقول للمرأة: أنت فعلت، فالكسر علامة التأنيث، وكذلك إنك ذاهبة، ضربتك يا امرأة، فمما لا يكون إلا معرفة مكسورًا ما كان اسمًا للفعل نحو نزال يا فتى، ومعناه انزل وكذلك تراك زيدًا أي اتركه، فهما معدو لان عن المتاركة والمنازلة، وهما مؤنثان معرفتان، يدلك على التأنيث القياس الذي ذكرنا، قال الشاعر تصديقًا لذلك:
ولنعم حشو الدّرع أنت إذا ... دعيت نزال ولجّ في الذّعر
فقال: دعيت لما ذكرته لك من التأنيث، وقال الآخر، وهو زيد الخيل:
وقد علمت سلامة أن سيفي ... كريهٌ كلما دعيت نزال
وقال الشاعر:
تراكها من إبل تراكها ... أما ترى الموت لدى أوراكها
أي اتركها. وقال آخر١:
حذار من أرحامنا حذار
وقال آخر٢:
نظار كي أركبه نظار
فهذا باب من الأربعة.
ومنها إن يكون صفة غالبة تحلّ محل الاسم، نحو قولهم للضّبع: جعار يا فتى، وللمنية حلاق يا فتى، لأنها حالقة، والدليل على التأنيث بعد ما ذكرنا قوله:
لحقت حلاق بهم على أكسائهم ... ضرب الرّقاب ولا يهمّ المغنم٣
وتقول في النداء يا فساق ويا خباث ويا لكاع، تريد يا فاسقة ويا خبيثة ويا لكعاء، لأنه في النداء في موضع معرفةٍ كما تقول للرجل: يا فسق ويا خبث ويا لكع٤، فهذا بابٌ ثانٍ.
١ زيادات ر: "هو رؤبة".
٢ زيادات ر: "هو أبو النجم".
٣ الأكساء: المتأخرون.
٤ زيادات ر: "حكى ابن السراج عن ابي عبيدة: فرس لكع للمذكر، ولكعة للمؤنث".
2 / 53