مفعولين، فيتعدى إلى أحدهما بحرف جر، وإلى الآخر بنفسه، لأن قولك: اخترت الرجال زيدًا، قد علم بذكرك" زيدًا "أن حرف الجر محذوف من الأول. فأما قول الشاعر وهو جرير وإنشاد أهل الكوفة له، وهو قوله:
تمرون الديار ولم تعوجوا ... كلامكم علي إذًا حرام
ورواية بعضهم له: "أتمضون الديار" فليس بشىء لما ذكرت لك، والسماع الصحيح والقياس المطرد لا تعترض عليه الرواية الشاذة. أخبرنا أبو العباس محمد بن يزيد قال: قرأت على عمارة بن عقيل بن بلال بن جرير:
مررتم بالديار ولم تعوجوا
فهذا يدلك على أن الرواية مغيرةٌ
فأما قولهم: أقمت ثلاثًا ما أذوقهن طعامًا ولا شرابًا، وقول الراجز:
قد صبحت صبحها السلام١ ... بكبد خالطها سنام
في ساعة يحبها الطعام
يريد في ساعة يحب فيها الطعام، وكذلك الأول، معناه: ما أذوق فيهن، فليس هذا عندي من. باب قوله جل وعلا: ﴿وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ﴾ إلا في الحذف فقط، وذلك أن ضمير الظرف تجعله العرب مفعولًا على السعه، كقولهم: يوم الجمعة سرته، ومكانكم قمته، وشهر رمضان صمته، فهذا يشبه في السعة في السعة بقوله: زيد ضربته وما أشبه، فهذا بينٌ.
_________
١ صبحت: أتت بالتصبيح، تريد به الغذاء.
لأعرابي من بني سعد وقد نزل به أضياف قال أبو العباس: ومما يستحسن ويستجاد قول أعرابي١ من بني سعد بن زيد مناة تميم، وكان مملكًا٢، فنزل به أضياف، فقام إلى الرحى فطحن لهم، _________ ١ هو الهذلول بن كعب العنبرى، ذكره أبوتمام في الحماسة بشرح المرزوقى ٦٩٥-٧٠١. ٢ من الإملاك، وهو عقد النكاح.
لأعرابي من بني سعد وقد نزل به أضياف قال أبو العباس: ومما يستحسن ويستجاد قول أعرابي١ من بني سعد بن زيد مناة تميم، وكان مملكًا٢، فنزل به أضياف، فقام إلى الرحى فطحن لهم، _________ ١ هو الهذلول بن كعب العنبرى، ذكره أبوتمام في الحماسة بشرح المرزوقى ٦٩٥-٧٠١. ٢ من الإملاك، وهو عقد النكاح.
1 / 33