195

کامل فی اللغة و الادب

الكامل في للغة والأدب

تحقیق کنندہ

محمد أبو الفضل إبراهيم

ناشر

دار الفكر العربي

ایڈیشن نمبر

الطبعة الثالثة ١٤١٧ هـ

اشاعت کا سال

١٩٩٧ م

پبلشر کا مقام

القاهرة

وهذا من طريف الشعر لأنه ممدود فهو بالمد الذي فيه من عروض السريع الأولى، وبيته في العروض: أزمان سلمى لا يرى مثلها الرا ... ؤون في شام ولا في عراق ثم نرجع إلى تأويل قول الأحنف. قوله: "حتى ينتح جبينه عرقًا"، فهو مثل الرشح. وحدثني أبو عثمان المازني في إسناد له ذكره قال: قال رؤبة بن العجاج: خرجت مع أبي نريد سليمان بن عبد الملك، فلما صرنا في الطريق أهدي لنا جنب من لحم عليه كرافىء الشحم، وخريطة من كمأة، ووطب من لبن، فطبخنا هذا بهذا، فما زالت ذفرياي١ تنتحان منه إلى أن رجعت. وقوله: "الحميت"، فالحميت والزق، اسمان له، وإذا زفت أو كان مربوبًا الوطب، وإذا لم يكن مربوبًا ولا مزفتًا فهو سقاء ونحي، والوطب يكون للبن والسمن، والسقاء يكون للبن والماء. قالت هند بنت عتبة لأبي سفيان بن حرب لما رجع مسلمًا من عند النبي ﷺ إلى مكة في ليلة الفتح، فصاح: يامعشر قريش، ألا إني قد أسلمت فأسلموا، فإن محمدًا قد أتاكم بما لا قبل لكم به فأخذت هند برأسه، وقالت: بئس طليعة القوم أنت والله ما خدشت خدشًا، يا أهل مكة، عليكم الحميت الدسم فاقتلوه. وأما قول رؤبة: "كرافىء الشحم"، يريد طبقات الشحم. وأصل ذلك في السحاب إذا ركب بعضه بعضًا، يقال له: كرفئ، والجميع كرافىء. قال أبو الحسن الأخفش: واحد الكرافىء كرفئة، وهاء التأنيث إذا جمعت جمع التكسير حذفت لأنها زائدة بمنزلة اسم ضم إلى اسم وأحسب أن أبا العباس لم يسمع الواحد من هذا فقاسه، والعرب تجترىء على حذف هاء التأنيث إذا احتاجت إلى ذلك، وليس هذا موضع حاجة إذا كانت قد استعملت الواحدة بالهاء، ونظير هذا قولهم: ما في السماء كرفئة، وما في السماء قذعملة وقذعميلة، وما في السماء طحربة وطحربة، وما في السماء قر طعبة، وما في السماء كنهورة، وهي القطعة من السحاب العظيمة كالجبل وما أشبه.

١ الذفرى: العظم الشاخص خلف الأذن.

1 / 198