کمال الدین و تمام النعمہ
كمال الدين و تمام النعمة - الجزء1
اصناف
ادعى التكافؤ فيما هما مثلان ونظيران ومشبهان والحمد لله.
وأقول وبالله التوفيق إنا قد استعبدنا بالإقرار بعصمة الإمام كما استعبدنا بالقول به والعصمة ليست في ظاهر الخليقة فترى وتشاهد ولو أقررنا بإمامة إمام وأنكرنا أن يكون معصوما لم نكن أقررنا به فإذا جاز أن نكون مستعبدين من كل إمام بالإقرار بشيء غائب عن أبصارنا فيه جاز أن نستعبد بالإقرار بإمامة إمام غائب عن أبصارنا لضرب من ضروب الحكمة يعلمه الله تبارك وتعالى اهتدينا إلى وجهه أو لم نهتد ولا فرق.
وأقول أيضا إن حال إمامنا(ع)اليوم في غيبته حال النبي(ص)في ظهوره وذلك أنه(ع)لما كان بمكة لم يكن بالمدينة ولما كان بالمدينة لم يكن بمكة ولما سافر لم يكن بالحضر ولما حضر لم يكن في السفر وكان(ع)في جميع أحواله حاضرا بمكان غائبا عن غيره من الأماكن ولم تسقط حجته(ص)عن أهل الأماكن التي غاب عنها فهكذا الإمام(ع)لا تسقط حجته وإن كان غائبا عنا كما لم تسقط حجة النبي(ص)عمن غاب عنه وأكثر ما استعبد به الناس من شرائط الإسلام وشرائعه فهو مثل ما استعبدوا به من الإقرار بغيبة الإمام وذلك أن الله تبارك وتعالى مدح المؤمنين على إيمانهم بالغيب قبل مدحه لهم على إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة والإيمان بسائر ما أنزل الله عز وجل على نبيه وعلى من قبله من الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين وبالآخرة فقال هدى للمتقين الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون والذين يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك وبالآخرة هم يوقنون أولئك على هدى من ربهم وأولئك هم المفلحون وإن النبي(ص)كان يكون بين أصحابه فيغمى عليه وهو يتصاب عرقا فإذا أفاق قال قال الله عز وجل كذا وكذا أمركم بكذا ونهاكم عن كذا وأكثر مخالفينا يقولون إن ذلك كان يكون عند نزول جبرئيل(ع)عليه-
فسئل الصادق(ع)عن الغشية التي كانت تأخذ النبي(ص)أكانت تكون عند هبوط جبرئيل(ع)فقال لا إن جبرئيل كان إذا أتى النبي(ص)لم يدخل عليه حتى يستأذنه وإذا دخل عليه قعد بين يديه قعدة العبد وإنما ذلك عند
صفحہ 85