کمال الدین و تمام النعمہ
كمال الدين و تمام النعمة - الجزء1
اصناف
وكان يسبق الركب كلهم فكان إذا اشتد الحر جاءت سحابة بيضاء مثل قطعة ثلج فتسلم عليه فتقف على رأسه لا تفارقه وكانت ربما أمطرت علينا السحابة بأنواع الفواكه وهي تسير معنا وضاق الماء بنا في طريقنا حتى كنا لا نصيب قربة إلا بدينارين وكنا حيث ما نزلنا تمتلئ الحياض ويكثر الماء وتخضر الأرض فكنا في كل خصب وطيب من الخير وكان معنا قوم قد وقفت جمالهم فمشى إليها رسول الله(ص)ومسح يده عليها فسارت فلما قربنا من بصرى الشام إذا نحن بصومعة قد أقبلت تمشي كما تمشي الدابة السريعة حتى إذا قربت منا وقفت وإذا فيها راهب وكانت السحابة لا تفارق رسول الله(ص)ساعة واحدة وكان الراهب لا يكلم الناس ولا يدري ما الركب ولا ما فيه من التجارة فلما نظر إلى النبي(ص)عرفه فسمعته يقول إن كان أحد فأنت أنت قال فنزلنا تحت شجرة عظيمة قريبة من الراهب قليلة الأغصان ليس لها حمل وكانت الركبان تنزل تحتها فلما نزلها رسول الله(ص)اهتزت الشجرة وألقت أغصانها على رسول الله(ص)وحملت من ثلاثة أنواع من الفاكهة فاكهتان للصيف وفاكهة للشتاء فتعجب جميع من معنا من ذلك فلما رأى بحيرى الراهب ذلك ذهب فاتخذ لرسول الله(ص)طعاما بقدر ما يكفيه ثم جاء وقال من يتولى أمر هذا الغلام فقلت أنا فقال أي شيء تكون منه فقلت أنا عمه فقال يا هذا إن له أعمام [أعماما فأي الأعمام أنت فقلت أنا أخو أبيه من أم واحدة فقال أشهد أنه هو وإلا فلست بحيرى ثم قال لي يا هذا تأذن لي أن أقرب هذا الطعام منه ليأكله فقلت له قربه إليه ورأيته كارها لذلك والتفت إلى
صفحہ 183