کمال الدین و تمام النعمہ

ابن بابويه، الشيخ الصدوق d. 381 AH
148

کمال الدین و تمام النعمہ

كمال الدين و تمام النعمة - الجزء1

ووقع على أم موسى فحملت فوضع على أم موسى قابلة تحرسها فإذا قامت قامت وإذا قعدت قعدت فلما حملته أمه وقعت عليها المحبة وكذلك حجج الله على خلقه فقالت لها القابلة ما لك يا بنية تصفرين وتذوبين قالت لا تلوميني فإني إذا ولدت أخذ ولدي فذبح قالت لا تحزني فإني سوف أكتم عليك فلم تصدقها فلما أن ولدت التفتت إليها وهي مقبلة فقالت ما شاء الله فقالت لها ألم أقل إني سوف أكتم عليك ثم حملته فأدخلته المخدع وأصلحت أمره ثم خرجت إلى الحرس فقالت انصرفوا وكانوا على الباب فإنما خرج دم منقطع فانصرفوا فأرضعته فلما خافت عليه الصوت أوحى الله إليها أن اعملي التابوت ثم اجعليه فيه ثم أخرجيه ليلا فاطرحيه في نيل مصر فوضعته في التابوت ثم دفعته في اليم فجعل يرجع إليها وجعلت تدفعه في الغمر وإن الريح ضربته فانطلقت به فلما رأته قد ذهب به الماء همت أن تصيح فربط الله على قلبها قال وكانت المرأة الصالحة امرأة فرعون وهي من بني إسرائيل قالت ل فرعون إنها أيام الربيع فأخرجني واضرب لي قبة على شط النيل حتى أتنزه هذه الأيام فضربت لها قبة على شط النيل إذ أقبل التابوت يريدها فقالت هل ترون ما أرى على الماء قالوا إي والله يا سيدتنا إنا لنرى شيئا فلما دنا منها ثارت إلى الماء فتناولته بيدها وكاد الماء يغمرها حتى تصايحوا عليها فجذبته وأخرجته من الماء فأخذته فوضعته في حجرها فإذا هو غلام أجمل الناس وأسترهم فوقعت عليه منها محبة فوضعته في حجرها وقالت هذا ابني فقالوا إي والله يا سيدتنا والله ما لك ولد ولا للملك فاتخذي هذا ولدا فقامت إلى فرعون وقالت إني أصبت غلاما طيبا حلوا نتخذه ولدا فيكون قرة عين لي ولك فلا تقتله قال ومن أين هذا الغلام قالت والله ما أدري إلا أن الماء جاء به فلم تزل به حتى رضي فلما سمع الناس أن الملك قد تبنى ابنا لم يبق أحد من رءوس من كان مع فرعون إلا بعث إليه امرأته لتكون له ظئرا أو تحضنه-

صفحہ 148