کمال الدین و تمام النعمہ

ابن بابويه، الشيخ الصدوق d. 381 AH
139

کمال الدین و تمام النعمہ

كمال الدين و تمام النعمة - الجزء1

ثم إن أمه قالت لأبيه لو أذنت لي حتى أذهب إلى ذلك الصبي فأراه فعلت قال فافعلي فأتت الغار فإذا هي بإبراهيم(ع)وإذا عيناه تزهران كأنهما سراجان فأخذته وضمته إلى صدرها وأرضعته ثم انصرفت عنه فسألها أبوه عن الصبي فقالت له قد واريته في التراب فمكثت تعتل وتخرج في الحاجة وتذهب إلى إبراهيم(ع)فتضمه إليها وترضعه ثم تنصرف فلما تحرك أتته أمه كما كانت تأتيه وصنعت كما كانت تصنع فلما أرادت الانصراف أخذ بثوبها فقالت له ما لك فقال لها اذهبي بي معك فقالت له حتى أستأمر أباك فلم يزل إبراهيم(ع)في الغيبة مخفيا لشخصه كاتما لأمره حتى ظهر فصدع بأمر الله تعالى ذكره وأظهر الله قدرته فيه ثم غاب(ع)الغيبة الثانية وذلك حين نفاه الطاغوت عن مصر فقال وأعتزلكم وما تدعون من دون الله وأدعوا ربي عسى ألا أكون بدعاء ربي شقيا @HAD@ قال الله عز وجل فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب وكلا جعلنا نبيا ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق عليا

يجعل له لسان صدق في الآخرين @HAD@ فجعل الله تبارك وتعالى له ولإسحاق ويعقوب لسان صدق عليا

فأخبر علي ع بأن القائم هو الحادي عشر من ولده وأنه المهدي الذي يملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت جورا وظلما وأنه تكون له غيبة وحيرة يضل فيها أقوام ويهتدي فيها آخرون وأن هذا كائن كما أنه مخلوق

وأخبر(ع)في حديث كميل بن زياد النخعي أن الأرض لا تخلو من قائم بحجة إما ظاهر مشهور أو خاف مغمور لئلا تبطل حجج الله وبيناته

. وقد أخرجت هذين الخبرين في هذا الكتاب بإسنادهما في باب ما أخبر به أمير المؤمنين(ع)من وقوع الغيبة وكررت ذكرهما للاحتياج إليه على أثر ما ذكرت من قصة إبراهيم ع.

ولإبراهيم(ع)غيبة أخرى سار فيها في البلاد وحده للاعتبار

صفحہ 139