[الصحابة وعدالتهم ]
(و) اختلف أيضا فيمن يطلق عليه لفظ الصحابي وهو واحد الصحابة و(الصحابة) في الأصل مصدر يقال صحبه صحابة وصحبة أطلق على أصحاب رسول الله كالعلم لهم ولذا نسب إليه على لفظه فقال أئمتنا عليهم السلام والمعتزلة وجمهور الأصوليين (الصحابي من طالت مجالسته للنبي ) وفيه أنه رد إلى الجهالة لجهالة مقدار الطول (متبعا لشرعه) أما في حياته وهو قول أكثرهم لأن الصحبة اللغوية إنما تفيد الاتباع في حال الحيوة فقط بناء على الأغلب أن من صحب غيره يتبعه فيما يحب وإلا ففي التحقيق أن الصاحب من كثرت ملازمته لغيره بحيث يريد الخير به ودفع المضار عنه وإن لم يتبعه في عقائده ودينه وأما في حيوته وبعد مماته كما هو رأي أقلهم لأن هذا الاسم يفيد التعظيم ولا يستحقه إلا من لم يغير بعده وظاهر المتن مع القول الأول من حيث أن متبعا حال من المجالسة وهي قيد في عاملها وهو طول المجالسة كما لا يخفى فمن هذه حاله سمي صحابيا وإن لم يرو لأنه لا يتبادر من قولك صحب فلان فلانا إلا طول المكث معه والمجالسة والاستكثار من موافقته. ألا ترى أنه لا يسمى من اختص ببعض العلماء صحابيا له إلا إذا فعل ذلك.
قال الناطق بالحق عليه السلام (1) ويبين صحة هذا أن الوافدين على النبي لم يعدوا في جملة الصحابة لما لم يلازموه.
صفحہ 120