على جهة خرق العادة عقيب الدعوى فدل على صدق المدعى، وهو جار مجرى من ادعى الارسال إلى قوم قادرين على ضروب الكلام وجعل الدلالة على صدقه تعذر النطق منهم بكلام مخصوص مقدور لهم في أن تعذر ذلك من أوضح برهان على تخصيص سلب القدرة عليه بالقديم سبحانه.
ومنها: اخباره تعالى بحوادث مستقبلة فوقعت مطابقة لخبره كقوله تعالى: " لتدخلن المسجد الحرام ان شاء الله آمنين محلقين رؤسكم ومقصرين لا تخافون، فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا "(1) فكان الامر كما اخبر سبحانه من الفتح القريب قبل فتح مكة، وهو فتح خيبر، ثم تلاه دخول مكة محلقين ومقصرين آمنين.
وقوله سبحانه : " الم غلبت الروم في ادنى الارض وهم من بعد غلبهم سيغلبون في بضع سنين "(2) فكان الامر كما أخبر تعالى.
وقوله سبحانه: " سيهزم الجمع ويولون الدبر "(3) فكان الامر كذلك من هزيمة الجمع يوم بدر، إلى غير ذلك من اخبار القرآن بالكائنات(4) المطابقة للمخبر(5) بها.
وذلك مختص به تعالى، لوقوف العلم بالغائبات عليه سبحانه.
وأما دلالة المعجزات الخارجة عن القرآن على نبوته (صلى الله عليه وآله) فهي انشقاق القمر، ورجوع الشمس، ونبوع الماء من أصابعه، وحنين الجذع، وتسبيح الحصى، وكلام الذئب، وشكوى البعير، وحلب الشاة الحائل، واحياء الشاة المأكولة
صفحہ 76