دللنا عليه.
وهذا برهان واضح على سقوط فرض العمل بشرائعهم، اذ لو كان تكليفا(1) ثابتا لوجب أن يكون لمكلفها طريق إلى العلم بها، لقبح تكليف العمل مع تعذر العلم به.
والدلالة على نبوته (صلى الله عليه وآله) من وجهين: أحدهما القرآن المعلوم ضرورة اختصاصه به، والاخر المعجزات الخارجة عنه.
والقرآن دال على نبوته (صلى الله عليه وآله) من وجوه: منها: حصول العلم بتحديه الفصحاء، وتقريعهم بالعجز عن الاتيان بمثله بقوله تعالى: " فأتوا بعشر سور مثله "(2)، ثم اقتصر على واحدة فقال سبحانه: " فأتو بسورة من مثله "(3)، ثم قطع على معينهم بتعذره فقال: " قل لئن اجتمعت الانس والجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا "(4) وهذا منه مع ما ضم اليه من المناقشة في رتبة الفصاحة ونظم كلمها ودعوى الرئاسة وتضليلهم وآبائهم ووعدهم ووعيدهم عاجلا وآجلا يقتضي توفير دواعيهم إلى معارضته إلى حد لم يبق لهم صارف عنها، فلما لم يحصل والحال هذه، ثبت كون القرآن خارقا للعادة من فعله تعالى عقيب دعواه (صلى الله عليه وآله)، فاقتضي ذلك كونه صادقا فيها.
وانما قلنا ان خرق العادة بالقرآن مختص به تعالى، لانه لا يخلو أن يكون تعذر المعارضة لانه خرق العادة، أو نظمه، او بمجموعهما، أو لتعذر جنسه،
صفحہ 72