ومن طريق حماد بن زيد: كان أيوب إذا هنأ رجلا بمولود قال: جعله الله مباركا عليك وعلى أمة محمد.
وأقوى من هذا ما جاء في الصحيحين عن كعب بن مالك في قصة توبته لما تخلف عن غزوة تبوك، فإن فيها أنه لما بشر بقبول توبته، ومضى إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فدخل عليه في مسجده، قام إليه طلحة بن عبيد الله فهنأه، قال كعب: ما قام إلي من المهاجرين غيره. ومفهومه أن غير طلحة من المهاجرين هنأه أيضا بذلك، وفي سياق القصة أيضا أن الناس بشروه بما أنعم الله من قبول توبته.
ويقال إن سبب اختصاص طلحة بقيامه له في ذلك المجلس أن النبي صلى الله عليه وسلم لما آخى بين المهاجرين والأنصار؛ آخى بين طلحة وكعب بن مالك، فكانت لطلحة بذلك تلك المزية مع كعب، وكان طلحة لامتثاله أمر النبي صلى الله عليه وسلم؛ قد ترك كلام كعب وامتنع من زيارته، فلما ارتفع عنه المانع قصد الباعث في استدراك ما فاته من صلة أخيه في الله، فسارع إلى ذلك، والله أعلم. انتهى.
صفحہ 49