بالكذب، وعلى الطعن فيه بأنه كان يرى رأي الخوارج، وعلى القدح فيه بأنه كان يقبل جوائز الأُمراءِ. فهذه الأوجه الثلاثة يدور عليها جميع ما طعن به فيه.
فأما البدعة فإن ثبتت عليه فلا تَضُرُّ حديثه لأنه لم يكن داعيةً، مع أنها لم تثبت عليه.
وأما قبول الجوائز فلا يقدح أيضًا إلاَّ عند أهل التشديد، وجمهور أهل العلم على الجواز كما صنَّفَ في ذلك ابنُ عبد البَرِّ.
وأما التكذيب فسَنُبيِّنُ وجوهَ رَدِّه بعد حكايته أقوالهم وأنه لا يلزمُ من شيء منه قَدْحٌ في روايته" (١). اهـ.
ترجمة الِإمام المنذري صاحب الجزء:
اسمه ونسبه:
هو زكي الدين أبو محمَّد عبد العظيم بن عبد القوي بن عبد الله بن سلامة بن سعد بن سعيد المنذريُّ، الشامي الأصل، المصري المولد والدار والوفاة.
ولادته ووفاته:
ولد بفسطاط مصر في غرة شعبان سنة ٥٨١ هـ، وتوفي في أول الساعة العاشرة من يوم السبت ٤ ذي القَعْدة سنة ٦٥٦ هـ، وصُلِّي عليه يوم الأحد بعد الظهر في موضع تدريسه بدار الحديث الكاملية، وصُلِّي عليه
_________
(١) "مقدمة فتح الباري" (١٩٢)، وراجع تمام دفاعه عنه لزامًا.
قلت: ودافع عنه أيضًا الِإمام أبو الفتح ابن سيد الناس في "أجوبته"، انظر: "أبو الفتح اليعمري حياته وآثاره وتحقيق أجوبته"، لمحمد الراوندي ٢/ ١١٦ - ١٢٦، ط. المغرب.
1 / 7