قال الشيخ -رحمه الله-:
فهؤلاء الأئمة الغر وافقوا وتابعوا نعيم بن حماد، ولم ينقم أحد منهم في هذا الحديث، وكلهم قبلوه، وتابعوه، ووافقوه، ولا (1) ينكر هذا الحديث إلا معتزلي أو متبدع ضال.
وقال الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن محمد الحافظ الإمام المرضي في معنى قوله: ((رأيت ربي عز وجل في صورة كذا وكذا)) ، ولم يقل: وصورته (2) كذا وكذا، و ((في)) ، و ((كأني)) من علامة الرؤيا في كلام الحجازيين؛ فاستدللنا بما نشاهده من الحديث عن معاذ بن جبل وثوبان، وأبي هريرة،
[ص: 242]
وابن عباس، وجابر بن سمرة، وابن عائش (3) ، وأنس بن مالك، وغيرهم من الصحابة رضي الله عنهم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
((أتاني ربي البارحة في أحسن صورة..)) ، وقال: بعضهم: تبدى لي، وقال بعضهم: في النوم، -ولم يقل بعضهم: في النوم- في أحسن صورة فوضع يده بين كتفي حتى وجدت برد أنامله، فقال لي: يا محمد فيم يختصم الملأ الأعلى، فقلت: لبيك ربي وسعديك، في الدرجات، والكفارات)) .
وبحديث أم الطفيل هذا رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((رأيت ربي عز وجل في المنام..)) ، ووصف بعض ما في حديث عكرمة عن ابن عباس رضي الله عنهما.
صفحہ 241