مدونة أحكام الوقف الفقهية
مدونة أحكام الوقف الفقهية
ایڈیشن نمبر
الأولى
اشاعت کا سال
١٤٣٩ هـ - ٢٠١٧ م
اصناف
وتنافس أبناء البيت الأيوبي وحاشية صلاح الدين في وقف الأوقاف لخدمة المصالح العامة؛ الثقافية منها والاجتماعية، فوقف الملك العزيز "طغتكين بن أيوب" (٥٧٩ - ٥٩٣ هـ / ١١٨٣ - ١١٩٦ م) أحسن أراضية الزراعية في وادي زبيد في اليمن على بعض دور العلم والعبادة في اليمن ولصالح الحرم المكي، ووقف الملك "المعز إسماعيل بن طغتكين" بسخاء على مدرسته المعروفة بـ "السيفية"، التي أنشأها في تعز عام ٥٩٣ هـ / ١١٩٦ م، والمنسوبة إلى والده سيف الدين طغتكين، ووقف أيضًا أفضل أراضيه في اليمن على "المدرسة المعزية" التي بناها في زبيد عام ٥٩٤ هـ /١١٩٧ م (^١)، كما يعد الأمير "عثمان الزنجيلي" (ت ٥٨٣ هـ/ ١١٨٧ م) أشهر أمراء بني أيوب تقديمًا للأوقاف في اليمن (^٢).
وتذكر المصادر اليمانية أن الأيوبيين هم أول من استحدث المباني المدرسية في اليمن في أواخر القرن السادس الهجري، ووقفوا عليها أراضٍ واسعة لضمان ديمومة نشاطها (^٣).
وتعد "المدرسة الصالحية" التي أنشأها الملك الصالح "نجم الدين أيوب" عام ٦٤١ هـ/ ١٢٤٤ م بمصر، ووقف عليها أوقافًا ضخمة، أول مدرسة درست المذاهب الأربعة بمصر في مكان واحد (^٤)، كما تعددت أوقاف الأمراء والقادة في مدينة القدس، فوقف الأمير "فارس الدين أبو سعيد" خازندار صلاح الدين الأيوبي عام ٥٩٣ هـ/١١٩٩ م "المدرسة الميمونية" (^٥)، ووقف الملك "المعظم عيسى" عام ٦٠٤ هـ/ ١٢٠٧ م "المدرسة النحوية"
(^١) انظر: تاريخ المستبصر، ابن المجاور، ٢٤٦ - ٢٤٧، والفضل المزيد، ابن الديبع، ٨٤ - ٨٥. (^٢) انظر: تاريخ ثغر عدن، بامخرمة، ١/ ١٣١. (^٣) انظر: السلوك في طبقات العلماء والملوك، بهاء الدين محمد بن يوسف بن يعقوب الجندي، تحقيق: محمد الأكوع، مكتبة الإرشاد، صنعاء، ١٩٩٣ م، ٢/ ٥٣٩، والحياة العلمية في اليمن من بداية القرن التاسع الهجري حتى سيطرة العثمانيين عليها، عبد الغني على الأهجري، ١٩٣. (^٤) انظر لمزيد من التفصيل: الروضتين في أخبار الدولتين النورية والصلاحية، شهاب الدين عبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي أبو شامة، تحقيق: محمد علي أحمد، القاهرة، ١٩٩٢ م. (^٥) انظر: الأنس الجليل في تاريخ القدس والخليل، مجير الدين الحنبلي، ٢/ ٤٨، وخطط الشام، محمد كرد علي، ٦/ ١٢٥.
1 / 80