وأن من تعمد أن يخبر بما يعلم أنه لم يكن فيقول إنه قد كان، أوبما يعلم أنه لا يكون فيقول إنه يكون، أو يقول قد كان فهو كاذب، أو بما لا يعلم أو بما لا يفعل فهو جاهل، وأن الله من ذلك بري.
وأن شرائع الأنبياء كانت مختلفة، وأنها على اختلافها يجمعها اسم الدين والطاعة، والإيمان، والهدى، والتقوى، والبر والإحسان، وأن بعضهم لم يقصص علينا باسمه، ولم يبين لنا في كتابه، ولا سمى نبيا بعينه، وأن علم ما جهلنا من ذلك كان دينا وإيمانا فرضه الله على تلك الأمم ووضعه عنا.
وأنه لا يجوز لمدع دعواه إلا ببينة، فمن ادعا مما في يد غيره مما لا يدرك علمه إلا بالشهود لم يعط ما ادعا إلا بشاهدي عدل، أو بإقرار من المدعى عليه للمدعي. ثم بين سنته في الشهود فأبطل شهادة كل فاسق منهم أو خصم، وأن بعض الشهود ربما شهدوا بالزور والذي لا يعلمه إلا الله، وأن على الحكام أن يمضوا الشهادة مع جهلهم بما يعيب به الشهود، إلا أن الله يعلم أنهم قد شهدوا على باطل.
وأن أفضل الدين كله العلم بالله تبارك وتعالى وبدينه، وأنه لا ينفع قول إلا بعمل، ولا عمل إلا بعلم في أثبات اسم ولا ثواب، وذلك أن من أقر بالحق ولم يعمل به لم يستحق الأسماء الزكية، ولا ثواب أهلها، ومن ضيع العلم بالله وبدينه لم ينتفع بشيء من عمله. وأن كلهم متعلم، وكلهم محتاج إلى العلم مفضل له ولأهله، وذام للجهل عايب له ولأهله.
وأنهم لم يزالوا يتقربون إلى الله بالقول السديد، والعمل الصالح، ويعبدونه بذلك، ويدينون له بذلك.
وأن اسم دينهم الذي تعبدهم الله به ودانوا به الذي بلغ بالإيمان والإسلام والتقوى والبر ونحو ذلك.
صفحہ 252