هكذا ظننت، لما سلمت أن الحكام غير معصومين، وأنهم قد يخطئون.
ث :
إنك تحرف الكلم عن مواضعه يا سقراط في معرض الإدلال، أفتدعو من أساء معالجة المرضى طبيبا باعتبار إساءته؟ أو تدعو من أخطأ في الحساب محاسبا باعتبار خطئه؟ من المؤكد أننا نقول إن الطبيب أخطأ، وإن المحاسب أو الكاتب مخطئ. على أني أرى أن كلا من هؤلاء لا يغلط في فنه ما دام كما ندعوه، فلا يخطئ في فنه كفني، وعليه: فبأدق معاني الكلم - لأنك تحاج بالتدقيق - لا فني يخطئ كفني، ومن خطئ فقد خطئ لنقص علمه بالفن، فلا يكون فنيا في حال خطئه، فلا فني ولا فيلسوف ولا حاكم يخطئ إذا كان اسما لمسمى، مع أنه يقال عادة أن الطبيب يخطئ وأن الحاكم يخطئ. فاعلم أني بهذا الاعتبار جاوبتك لتفهم رأيي، ولكن أضبط صورة للجواب هي أن الحاكم كحاكم لا يخطئ، وبما أنه لا يخطئ فهو يسن الأفضل لنفسه، وذلك ما يجب على الرعية اعتباره، فأنا عند قولي الأول: أن العدالة هي منفعة الأقوى.
س :
لا بأس يا ثراسيماخس ، أفتزعم أني أتلاعب في الكلام؟
ث :
نعم، وتلاعبا كبيرا.
س :
أوتظن أني وجهت إليك هذه المسألة لقصد سيئ لإفساد حجتك؟
ث :
نامعلوم صفحہ