هل يقولون إن ساحاتها الشاسعة
لا تتسع إلا لرجل واحد؟ (152-154)
أما بروتس فهو يرى أن الخطر كامن فيما يمكن أن يئول إليه حكم قيصر إذا استمر في هذا الطريق، وهو يشير إلى «الظروف العصبية التي يوشك الزمن أن يفرضها علينا» (171-172)، كما يشير في خطابه المنفرد في الفصل الثاني، المشهد الأول، إلى هذه الفكرة من خلال صورة فنية تذكرنا بالصورة التي رسمها «فلافيوس»:
ومن ثم فهو يشبه بيضة ثعبان،
إذا أفرخت خرج منها ثعبان من طبيعته أن يلدغ!
ومن ثم لا بد من قتله قبل أن يخرج من البيضة! (32-34)
والحقيقة أن هذا المشهد يؤكد الصورة التي رسمها لنا المشهد الأول، صورة الملك الشرقي والتمثال الهائل، ويبدأ في الفصل بين عناصر «البشر» الفانين في شخصية قيصر وعناصر «الإنسان الفائق» فيه، بل والمقابلة بينهما لإظهار التناقض الذي يستغله شيكسبير دراميا إلى أقصى حد؛ إذ إن قيصر نفسه يؤكد هذا التناقض (كما يقول جون بامر في نفس الكتاب، ص37)؛ فهو يضع نفسه فوق مصاف البشر، وفي نفس الوقت يذكرنا ببشريته وضعفه، مثلما يحدث في الفصل الأول عندما يتحدث عن تخوفه من كاشياس فهو يؤكد لأنطونيو:
إنني أحدثك عن مصدر الخوف
لا عما أخافه أنا، فأنا دائما قيصر.
ثم يردف ذلك بالإشارة إلى التناقض بين قوة الروح وضعف الجسد:
نامعلوم صفحہ