التي يلخصها في مقاله عن المسرحية المنشور في المجلد العاشر من منشورات الجمعية الملكية الأدبية لعام 1931م. أما دوفر ويلسون فيقول إن شيكسبير يعتنق نظرة عصر النهضة إلى قيصر، وهي النظرة التقليدية المستقاة من كتابات «لوكان»
Lucan
والتي تصفه بأنه «تيمورلنك روماني» لا حدود لطموحه، يتمتع بعبقرية جبارة لا ترحم، وهو طاغية رهيب يتسبب في خراب بلاده وتدمير أقوى وأزهى جمهورية عرفها العالم. ويضيف قائلا: «إن موضوع المسرحية واحد لا ثاني له، ألا وهو الصراع بين الحرية والطغيان» (ص21). وهو يقول إن الاغتيال يستحق الثناء، وإن المتآمرين من أنصار الحرية الذين ينكرون ذواتهم، وإن مأساة بروتس تتمثل في نضاله عبثا لدرء المصير الذي يتهدد روما، وهو قيام الحكم القيصري» (ص22).
وأما السير مارك هنتر فهو يقول: «لا شك أن شيكسبير - مهما بلغت درجة تعاطفه مع مرتكبي تلك الفعلة - كان يرى أن اغتيال يوليوس قيصر أبشع جريمة في التاريخ.» ويقول إن قيصر - عندما يخطو على المسرح - يؤكد لنا أنه شخصية ذات جلال ورفعة، جديرة بالرثاء المشبوب الذي يتدفق من فم أنطونيو، وبالمديح الهادئ من شفتي بروتس، ويقول إننا لا نلمح ما يدل على أن أعداء الزعيم - باستثناء بروتس - يأبهون لأي إنسان خارج دائرتهم المغلقة، على الرغم من استخدامهم للافتات السياسية البراقة مثل الحرية والتحرر والانعتاق. أما بروتس فهو نبيل الطوية مخلص دون شك، ولكنه متهم ب «الكذب الفكري»؛ لأنه يعتقد أنه دائما على صواب، ويناقض نفسه إلى درجة «تدعو إلى الرثاء»، وهو بإيجاز «سياسي غائم البصر، دساس مشاحن».
وهكذا فإن السير مارك هنتر يرى أن جذور الفكرة الدرامية لا تضرب في أرض عصر النهضة مثلما يقول دوفر ويلسون، بل تنتمي لفكر العصور الوسطى، وترتبط بصورة الزعيم العظيم أيا كانت معايبه، وضرورة الإبقاء عليها حفاظا على كيان الدولة. ويؤيد هنتر في هذا مؤرخ راسخ القدم هو «و. و. فاولر»
W. W. Fowler
الذي يؤكد في كتابه (مقالات واجتهادات روماني، ص273) أن قيصر الذي يصوره شيكسبير هو «القيصر التاريخي العظيم» الذي تشهد له النصوص اللاتينية المعترف بصحتها، وهي النصوص التي حملتها إلينا كتابات «أوروزيوس»
Orosius .
ويقول شانزر في الدراسة التي أشرت إليها إن ثمة فريقا آخر من الكتاب، وعلى رأسهم بعض كبار الكلاسيكيين مثل بلوتارخوس نفسه، و«أبيان»
Appian ، و«سويتونيوس»
نامعلوم صفحہ