جهود القبانی المسرحیہ فی مصر
جهود القباني المسرحية في مصر
اصناف
215
وهذا القول من إسماعيل عاصم - الكاتب المسرحي المرموق، والشاعر القدير، والمحامي الشهير، والخطيب المفوه، والممثل الهاوي - يعد وساما على صدر القباني، ويدل دلالة قاطعة على نجاح رسالة القباني المسرحية وتحقيق هدفها؛ لأن إسماعيل عاصم - متأثرا بأستاذه القباني - ألف مسرحيتين على غرار كتابات القباني وعروضه المسرحية؛ الأولى «هناء المحبين» 1893م، والأخرى «حسن العواقب» 1894م، نهج في تأليفهما نهج القباني من حيث استلهام التراث العربي.
216
هكذا نجح القباني في افتتاح مسرحه الثابت، الذي شاء القدر أن يكون قريبا جدا من مسرح إسكندر فرح، وبالتالي فرض الواقع التنافس الفني بينهما! وهو التنافس الذي كان يخشاه القباني طوال السنوات الماضية، وفي يوم افتتاح القباني لمسرحه عرض إسكندر فرح مسرحية «صلاح الدين الأيوبي»، ولم تنجح جماهيريا بسبب توافد الجمهور على مسرح القباني الجديد، فمثل في اليوم التالي مسرحية «السر المكنون» في تياترو كازينو حلوان،
217
تاركا القباني يعرض مسرحيته الثانية «أسد الشرى» بنجاح أيضا - حيث خصص دخلها لمساعدة عائلة فقيرة
218 - وظلت المنافسة بين الاثنين قائمة ما يقرب من الأسبوعين؛ حيث عرض القباني مسرحيات: الأمير محمود، وعنترة العبسي، وأنس الجليس، والخل الوفي، والسلطان حسن. بينما عرض إسكندر فرح مسرحيات، ضرر الضرتين، وعظة الملوك، ومظالم الآباء.
219
والنجاح الذي أحرزه القباني في عروضه الأولى على مسرحه الخاص وجدنا تأثيره في أسلوب الصحف التي تحدثت عن هذا النجاح، مثل جريدة الأخبار التي قالت يوم 9 / 12 / 1897 تحت عنوان «التشخيص العربي»: «كل من شاهد التمثيل في التياترو العربي بأول سوق الخضار الجديد، وشاهد تشخيص جوق حضرة الفاضل المتفنن الشيخ أبي خليل القباني، يشهد جليا أن هذا الجوق حاز قصب السبق على عموم الأجواق العربية، بهمة ونشاط مديره، وبراعة ممثليه وممثلاته الأدباء؛ إذ إنه نال استحسان العموم على اختلاف المذاهب والمشارب. وأكبر شاهد الإقبال عليه في كل ليلة حتى يغص المرسح بالمتفرجين ...»
استمرت المنافسة الفنية بين فرقتي القباني وفرح - بعد ذلك - لمدة أربعة أشهر، نجحت فيها فرقة القباني أن تقف على قدم المساواة مع الفرقة المتألقة الأولى في مصر وهي فرقة إسكندر فرح، وهذه المساواة تأتي في صالح القباني الذي عرض في هذه الأشهر مجموعة من مسرحيات رصيده الدرامي
نامعلوم صفحہ