سیاسی جغرافیہ
الأصول العامة في الجغرافيا السياسية والجيوبوليتيكا: مع دراسة تطبيقية على الشرق الأوسط
اصناف
منذ العصور الحجرية عاش الإنسان في عشائر تنتظم فيها روابط المجتمع المحلي التي ترتبط كلها بأصل واحد حقيقي أو أسطوري، وفي بعض الأحيان يصبح المؤسس نصف إله له قوى وطاقات تعمل من أجل إسعاد النسل في حدود وإطار التنظيم المتعارف عليه: وهو تنظيم اجتماعي اقتصادي سياسي ديني معا، وهذه التنظيمات لا تعيش في عزلة دائما، فعند الرعاة تنظم العشائر في وحدات أعلى وأكبر هي القبائل، وبعض القبائل كانت قد تأثرت بالنظام الإقطاعي، وبعضها تعيش بالحكم الأوتوقراطي المتوارث، وبعضها تعيش على أنظمة حكم استشارية «ديموقراطية»، وعند الزراع كان مجتمع القرية هو أول شكل تنظيمي للدولة، يحكمه زعيم أو مجلس رؤساء العائلات.
عدد السكان كأساس للدولة
الدولة تمثل شكلا أكثر تعقيدا من مثل هذا التنظيم، وفي خلال التاريخ زاد عدد الدول باستمرار؛ لأن طموح كل الشعوب كان يؤدي بهم إلى تكوين دولة جديدة عندما يصلون إلى مرحلة معينة من المدنية والقوة، فكلما كان عدد أفراد التجمع كبيرا ونشاطهم متنوعا تشتد الحاجة لتنظيم مركب، وكان الاعتقاد أن العدد الصغير لمجتمع ما يؤدي إلى تنظيم سياسي بسيط يعتمد على النسب والقرابة كالعشيرة والقبيلة، بينما يؤدي التكوين الكبير لمجتمع متجانس سلاليا أو لغويا أو دينيا إلى تكوين الدولة حينما يصل هذا المجتمع إلى درجة معينة من المدنية العليا، لكن الواقع يشير إلى أن وجود الدولة لا يعتمد على مثل هذه العوامل، فالنرويج تكون دولة برغم أن سكانها نصف التجمع السكاني لباريس، وفي نفس الوقت لم يكون الأوكرانيون أو المانشوريون دولا برغم أن تعداد كل منهما يزيد عن 40 مليونا.
السلالة كأساس للدولة
الوحدة - الإثنية - قد تشجع على ولادة دولة، مثل المجر أو بلغاريا أو تايلاند، لكن دولا عديدة تتكون من عدة شعوب وسلالات مثل الولايات المتحدة والبرازيل حيث نجد كافة سلالات العالم متمثلة في مواطني هاتين الدولتين.
كذلك لوحظ أن الدولة حينما تنشأ وتنمو تحاول أن توجد لنفسها طابعا إثنيا أو سلاليا بصورة مصطنعة، وأكبر دليل هو ألمانيا النازية التي ادعت لنفسها سلالة آرية نقية بعد أن كانت ألمانيا قد توحدت في دولة مركزية واحدة منذ 1870.
اللغة كأساس للدولة
وحدة اللغة ليست بالضرورة حافزا لتكوين الدولة، بل إنه من النادر أن نجد لغة واحدة داخل أي دولة مع استثناء السويد أو النرويج أو إسبانيا والبرتغال، وعلى عكسها نجد القطالونية تنتشر في إقليم البرانس الشرقي الفرنسي، والفرنسية توجد في وادي داوستا
ValD’Aosta
في الألب الإيطالية، والفلمنك توجد في شمال فرنسا مرورا بالحدود البلجيكية، وفي أوروبا دول منذ القدم تتكلم لغتين أو ثلاث : بلجيكا فلمنك/والون سويسرا: ألماني فرنسي إيطالي رومانش.
نامعلوم صفحہ