فبغتت وسكتت قليلا تفكر فيما ينطوي تحت هذه الكلمة، ثم قالت: «ماذا تعني؟»
قال: «لا أعني شيئا تجهلينه.»
فازدادت قلقا واضطرابا، وعلا وجهها الاحمرار ثم قالت: «أراك تخاطبني بالأحاجي والمعميات، أفصح عن مرادك.»
قال: «هل يخفى عليك فهم ما أريد إلى هذا الحد يا سلمى؟»
قالت: «لم أفهم شيئا، ولا أعلم ما يمنع حبيبا من الذهاب مع أدما وشقيقته لمشاهدة الهيكل! أم تقصد أن أدما غريبة عنه؟ ولكنه - حتى لو لم تكن شقيقته معهما - شاب مهذب عاقل كما تعلم، فليس هناك ما يوجب المظنة.»
فحمي غضب سليم حين سمع امتداحها حبيبا، واتقدت في قلبه نار الغيرة وقال: «صدقت إنه شاب مهذب وليس هناك ما يوجب أية مظنة.»
فازداد تعجبها وسكتت برهة تردد عبارته في ذهنها لعلها تجد لها معنى، فلما أعياها ذلك قالت له: «ماذا تريد يا سليم؟ إنني أستحلفك بحياة المحبة الطاهرة التي بيننا أن تفصح عن مرادك فقد نفد صبري.»
فرنا إليها بعينين تتقد فيهما نيران الغيرة رغم محاولته إخفاءها وقال: «بالله عليك لا تذكري المحبة الطاهرة، فهي شيء كان فيما مضى فقط.»
فازداد خفقان قلبها وامتقع لونها، ونظرت إليه وقد نفد صبرها فشرقت بدموعها حين أرادت التكلم، ولم يسعها إلا أن تسكت آخذة في البكاء.
فابتدرها بالكلام وقد كادت دموعها تطفئ نار غضبه قائلا: «كفى الآن يا سلمى، إني لا أعي ما أقول، ولا أستطيع أن أصرح بأكثر من ذلك، وعليك أنت أن تفهمي ما أعنيه!»
نامعلوم صفحہ