جزيرة رودس: ‎جغرافيتها وتاريخها وآثارها، تليها خلاصة تاريخية عن أشهر جزائر بحر إيجه

حبيب غزالہ d. 1450 AH
17

جزيرة رودس: ‎جغرافيتها وتاريخها وآثارها، تليها خلاصة تاريخية عن أشهر جزائر بحر إيجه

جزيرة رودس: ‎جغرافيتها وتاريخها وآثارها، تليها خلاصة تاريخية عن أشهر جزائر بحر إيجه

اصناف

من أهم قرى الجزيرة وأوفرها عمرانا قرية ترياندا، وهي قريبة من المدينة، فيها من المناظر الطبيعية أبدعها، ومن المحاسن الخلوية أبهجها، وفي الطرف الجنوبي منها جبل فيلرموس الشهير، وهو بالقرب من مدينة ياليسوس التي تقدم ذكرها، ويسميها الترك أسكي رودس أي رودس القديمة، وارتفاع هذا الجبل 300 متر عن سطح البحر، وكان عليه معبد يوناني قديم عفت آثاره ودرست معالمه.

ومن أجمل القرى قرية «فيلانوفا» سميت باسم «فيلنوف» ثاني الرؤساء الذين تولوا الحكم على الجزيرة، وليس هذا الاسم تحريف «يلانلي أوه» كما يزعم البعض ومعناه «برية الحيات» باللغة التركية، وفي هذه القرية أملاك المغفور له علي باشا حلمي العضو الوطني بمصلحة الدومين سابقا، وفيها الرياض الزاهرة والحدائق الغناء والأشجار الباسقة، وتتصل برابية عالية حوت من المحاسن الطبيعية وأنواع النبات البرية والعيون العذبة ما لا يحيط به الوصف، ويعجز عن تصويره اليراع، وقد أنشأ رحمه الله في هذه الرابية كثيرا من الطرق والمجاري والحياض، وبنى في سفحها قصرا فاخرا يشرف على البحر، وتحدق به حديقة أخذت زخرفها وازينت بأنواع الأثمار والأزهار.

قلعة لندوس.

وأهم القرى وأشهرها «لندوس»، وهي إحدى المدن القديمة التي تقدم ذكرها عند الكلام على تاريخ الجزيرة، وهذه القرية واقعة على الساحل الشرقي، وعلى بعد 52 كيلومترا من المدينة، ولا تزال آثارها القديمة باقية إلى الآن تشهد بما كانت عليه من العظمة وعلو الشأن، وقد أنشأت دولة إيطاليا شارعا كبيرا للوصول إليها بالسيارات. وكان في مدينة لندوس الأكروبول الشهير، وفيه هيكل لأثينا ربة الحكمة (منيرفا عند الرومان) وهو على قمة جبل عال، وقد جعلت الدولة البيزنطية هذا الأكروبول قلعة للدفاع عن الجزيرة، ثم أصلحها الفرسان فكانت من الحصون المنيعة، ولما استولت الدولة العثمانية على الجزيرة رممت ما تهدم من هذه القلعة.

أمثلة من صحون لندوس.

ومن أغرب ما يرى في هذه الآثار رسم سفينة كبيرة محفورة في الصخر، وهي من طراز السفن التي كان يستعملها أهل لندوس في الحروب، وفي سفح الجبل من الجهة الغربية مدرج كبير منحوت في الحجر، وهو من بقايا ميدان الألعاب والتمثيل في عهد اليونان.

وفي هذه القرية قبر «كليوبولوس» أحد حكماء اليونان السبعة الذين هم أساطين الفلسفة، وروى ديودوروس واسترابون أن داناووس لما أتى رودس نزل بلندوس وبنى هيكل «أثينا» الذي مر ذكره، وأن أحميس الأول (أموزيس) من ملوك الدولة الثامنة عشرة المصرية أهدى لهذا الهيكل تمثالين من المرمر ودرعا منسوجا نسجا بديعا، وقد اشتهرت لندوس بعمل الأواني الخزفية وخاصة الصحاف (الصحون) وطليها بالمينا ونقشها برسوم بديعة، وامتازت بتطريز المنسوجات ووشيها.

وقد اكتشف الدكتور كنخ

Dr. Kinch

من أعضاء جمعية الفنون والآثار بدانيمارك مكان الأكروبول في لندوس، وعثر في أثناء الحفر والتنقيب على كثير من التماثيل البديعة والمسكوكات والأواني، وقد نقلت وقتئذ هذه النفائس والذخائر الثمينة إلى دار الآثار بالآستانة (موزه همايون) بعد أن أخذت منها أمثلة بالجبس لحفظها في دار العاديات بكوبنهاج، وحسبنا ذلك دليلا على ما لهذه الآثار من الأهمية التاريخية والمزايا الفنية. وقد رأيت - إتماما للفائدة - أن أتحف المطالع بنبذة في الآثار اليونانية؛ لما لها من الصلة بهذا الموضوع. (2) الآثار اليونانية

نامعلوم صفحہ