120

وقال الدكتور روبرت: قبل ذلك بعشرين عاما قمت بعمل في مصهر النحاس، وبعد ذلك حلا لي أن أعمل في البحر صائدا للأسماك في أحد الزوارق. إن اختبار جميع أنواع العمل جزء من برنامج التعليم العام. الطالب يتعلم كثيرا بهذه الطريقة؛ يعرف كثيرا من الأشياء ومن المهارات والتنظيمات، وعن كل صنوف البشر وطرق تفكيرهم.

هز ويل رأسه وقال: ومع ذلك فإني أوثر أن أستمد المعرفة من الكتب.

قال الدكتور روبرت: ولكن ما تحصل عليه من الكتاب ليس ذات الشيء. ثم أضاف: كلكم في أعماقكم ما زلتم أفلاطونيين، تعبدون الكلمة وتمقتون المادة!

قال ويل: قل ذلك لرجال الدين. إنهم لا يفتئون يقرعوننا لأننا ماديون غلاظ.

ووافقه الدكتور روبرت قائلا: نعم غلاظ، ولكن غلظتكم ترجع إلى أنكم ماديون غير أكفاء. ماديتكم معنوية باعترافكم. أما نحن فيهمنا أن تكون ماديتنا محسوسة؛ فنحن ماديون على المستوى اللالفظي بالرؤية واللمس والشم، والعضلات المشدودة والأيدي المتسخة. المادية المعنوية كالمثالية المعنوية، كلاهما يجعل التجربة الروحية المباشرة في حكم المستحيل. واختبار صنوف العمل المختلفة بالمادية المحسوسة هو الخطوة الأولى التي لا غنى عنها في تربية الفرد لبلوغ الروحانية المحسوسة.

وعقب على ذلك فيجايا بقوله: ولكن حتى أشد الماديات محسوسية لا تبلغ بك شأوا كبيرا إذا كنت على وعي تام بما تعمل وما تمارس. ولا بد أن تكون مدركا تمام الإدراك لجزئيات المادة التي تتناولها، والمهارات التي تمارسها، والأفراد الذين تعمل معهم.

قال الدكتور روبرت: هذا صحيح. وكان ينبغي أن أوضح أن المادية المحسوسة إن هي إلا المادة الخام للحياة الإنسانية الكاملة. وبالوعي، الوعي الكامل الدائم، نحولها إلى روحانية محسوسة. إذا كنت على وعي تام بما تفعل، يصبح العمل هو يوجا العمل، ويصبح اللعب يوجا اللعب، وتصبح الحياة اليومية يوجا الحياة اليومية.

وتذكر ويل رانجا والممرضة الصغيرة وسأل: وما رأيكم في الحب؟

وأومأ الدكتور روبرت برأسه وقال: وهذا أيضا، الوعي يغير طبيعته، ويجعل ممارسة الحب يوجا ممارسة الحب.

وحاكى موروجان أمه عندما يصدمها الرأي.

نامعلوم صفحہ